رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيقونة العذراء "السُلَّم السماوية" قد تُصادف في إحدى زياراتك الروحيّة لإحدى الأديرة الرومية الأرثوذكسية ، أيقونة للسيدة العذراء والدة الإله تحمل على ذراعها السيد المسيح الإله، طفلاً، وفي يدها الأخرى تحمل سُلَّماً... فما معناه وما سبب وجوده معها ؟ "السُلَّم" الموجود بيدها في هذه الأيقونة يحمل معاني كتابية ولاهوتية وليتورجية عميقة جداً، حيثُ يُعيدُنا إلى حادثة حَصلَت في العهد القديم، مستحضرةً إلى أذهاننا ومُذكِّرةً إيانا بتلك السُلّم التي رآها يعقوب أبو الآباء في حُلُمِه ليلاً لمّا كان نائماً في بيت إيل (أنظر الأيقونات المُرفقة)، وقد رآها تمتدُّ بين السماء والأرض، والملائكة يصعدون وينزلون عليها (تكوين، فصل 28). وكانت هذه إحدى الإشارات والرموز الكتابية المُسبقة عن العذراء في العهد القديم، وعن دورها في سرّ التجسُّد الإلهي في ملء الزمن، حيث تُعبّر عن حقيقة أن العذراء هي "السُلّم الروحيّة" التي وَصَلت بين السماء والأرض عَبرَ تجسّد الإله الكلمة منها، وتنازله الطوعيّ إلينا ليرفعنا نحنُ البشر اليه، جامعاً وموحّداً في أقنومه الإلهي ملء اللاهوت والناسوت معاً، مُصالحاً البشرية مع الآب في ذاته. لذلك نحن ندعو العذراء في ليتورجيا الكنيسة الروميّة الأرثوذكسية قائلين: "افرحي يا سُلَّماً سَماويّة بها انحَدَر الاله" (المديح الكبير للسيّدة المعروف ب "الأكاثيستوس" \ البيت الثالث). وقد لمَّحَ السيد المسيح في الإنجيل المقدس مُشيراً إلى ذلك الحُلُم الذي رآه يعقوب أبو الأسباط قديماً في بيت إيل وإلى ما يتضمّنه من اشاراتٍ ورموزٍ تجلَّت بحضوره متجسّداً في ملء الزمن، عندما قال: "الحقّ الحقّ أقولُ لكم: سَتَرونَ السماءَ مَفتوحةً وملائكةَ الله صاعدينَ نازلينَ على إبن الإنسان" (يوحنا 1: 51). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|