منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 08 - 2012, 02:20 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

مجيء ابن الإنسان



آ29. ومن بعدِ ضيقِ تلك الأيّامِ حالاً. ينتقل المسيح هنا من كلامه في خراب أورشليم إلى كلامه في نهاية العالم، ويبيِّن العلامات التي تتقدَّمه. ويريد بضيق تلك الأيّام على الأصحّ، الضيق الذي حصل في حصار أورشليم. وقال: من بعد ضيق تلك الأيّام حالاً، لأنَّ المدَّة التي من حصار أورشليم إلى نهاية العالم، وإن كانت زمانًا مديدًا نظرًا إلينا، فهي يسيرة نظرًا إلى الأزليَّة كلِّها كقول المرتِّل: ألف سنة في عينيك يا ربّ مثل يوم واحد. واستعمل لفظة "حالاً" ليجعل تلاميذه وخلفاءهم دائمًا على انتظار مجيئه إلى الدينونة، كما ذكر فم الذهب* وإيرونيموس* وغيرهما. إنَّ العلامات الآتي ذكرُها تحدُثُ قبل القيامة العامَّة، كما يظهر من لو 21: 26 ويؤ 2: 31، وإن زعم إيرونيموس* وفم الذهب* أنَّها تحدُث بعد القيامة. وتُظلمُ الشمسُ. زعم إيلاريوس* وإيرونيموس* وغيرهما أنَّ هذا الظلام ينتج من بهاء جسد المسيح. لكنَّ هذا مردود بكون الظلام يحدث قبل القيامة لا بعدها، كما تقدَّم، والصحيح أنَّه ينتج من سلب المساعدة الإلهيَّة الضروريَّة لانبعاث أشعَّة النور، كما حدث وقت آلام المسيح. ويُحتمَل أنَّ المسيح يُخفي حينئذٍ الشمس ببخار وسحبٍ متكاثفة، أو تساعد على ذلك خسوفات غير اعتياديَّة. قال مار أغوسطينوس* إنَّ معنى: الشمس تُظلِم، أنَّ الكنيسة تُظلِم لسقوط كثيرين من النعمة والمجد، مع أنَّهم كانوا في الكنيسة كالشمس والكواكب، إلاّ أنَّ هذا ليس من المعنى الحرفيّ. مع أنَّه يجب فهْمُ ظلام الشمس والقمر بالمعنى الحرفيّ، كما يظهر من رواية لوقا، وممّا علَّمه كثير من الآباء والمفسِّرين. والقمرُ لا يُعطي ضوءه، بل يصير كالدم، كما قال يوحنّا في رؤ 6: 12. وسبب ذلك ظلام الشمس لاستمداده النور منها. فإن ظلمت فَقَدَ نورَه، ولذا كان عند مقابلته لها بالتمام تامًّا، وعند انحرافه عن مقابلتها بكلِّيَّته ناقصًا تدريجًا. والكواكبُ تنقَضُّ من السماء، لأنَّها لاضطرابها بحركات غير معتادة وتعرِّيها من النور (لأنَّها تستمدُّ نورها من الشمس)، يظهر أنَّها تنقضّ من السماء. فالكتاب المقدَّس يتكلَّم عن الأشياء بحسبما تظهر لنا. وقال فم الذهب* وأوتيميوس* إنَّ بعض نجوم تسقط من السماء حقيقة في آخر العالم، ولكن يُفهُم بذلك نجوم صغيرة لا تُبان لنا، لأنَّ النجوم المنظورة أكبر من الأرض، فلا يمكن وقوعها عليها. وقوّاتُ السماء تَضطرب. ارتأى فم الذهب* وغيره أنَّه يُراد بقوَّات السماء، رتبة الملائكة المدعوَّة القوّات، أي إنَّ هؤلاء الملائكة عند رؤيتهم الغرائب التي تَحدث في آخر العالم يرتعدون ويضطربون. والأظهر أنَّه يُراد بذلك القوّات المؤثِّرة في الأرض. فكأنَّه يقول: إنَّه في آخر العالم تغيِّر الكواكب كبيرة وعظيمة حركاتها ومراكزها وتأثيرها، ولذا يتشوَّش كلُّ ما في الأرض، فتضطرب بحركات غير معتادة ويفيض البحر. ويحصل الاضطراب في الجوِّ بسُحُب وبروق ورعود وعواصف، حتّى يخال كلُّ شيء ناهز الانقلاب.

آ30. وحينئذٍ تظهرُ علامةُ ابنِ البشرِ في السماء، أي في أعلى الجوّ. علامة ابن البشر هي الصليب، وهو دليل الظفر الذي به يُعرَف المسيح في المسكونة كلِّها، كما فسَّر إيرونيموس* وبيدا* وملدوناتوس* وغيرهم. قال فم الذهب*: إنَّ هذه العلامة ستكون نفس الصليب الذي صُلب عليه المخلِّص. وقال مار أنسلموس* والأبولنسيّ* وغيرهما: إنَّها تكون شبهًا له مصوَّرًا بواسطة الملائكة من هواء شديد البهاء. وقال سلميرن*: ارتأى علماء الكنيسة أنَّه يظهر مع الصليب عمود الجَلْد وآلاته وشوك الإكليل والمسامير والحربة. وتنوحُ حينئذٍ جميعُ قبائلِ الأرض. يعني كثيرًا من جميع القبائل والطوائف، كلّ الذين يكونون حينئذٍ أحياء أخيارًا أو أشرارًا، إذ لا يعرف الإنسان هل هو مستحقٌّ البغضة أو المحبَّة، كما جاء في الجامعة. ولكن قال بعضهم وهو الأصحّ: إنَّ المقصود بقوله: جميع قبائل الأرض، أجناس الأفراد. أي ينوح أناس من كلِّ قبيلة، لا أفراد الأجناس، أي أفراد كلِّ القبائل، مثبتين أنَّ الأبرار يفرحون حينئذٍ. ويُشاهدون ابنَ الإنسانِ آتيًا على سُحبِ السماء، لتلطِّفَ السحبُ شدَّة بهاء جسد المسيح. فالسحب مركبة لمجد المسيح، وقد تراءى الله في العهد القديم مرَّات بالسحب. بقوَّةٍ عُظمى ومجدٍ كثير. وقرأت اللاتينيَّة: بقوَّة عظمى وعزَّة.

آ31. ويَبعثُ ملائكتَه مع الصافور العظيم، أي مع صوت الصافور المكوَّن في الهواء بواسطة الملائكة. فيجمعونَ مُختاريه من الرياحِ الأربع، أي ينزل ملائكةٌ فيجمعون رماد الناس ويصوِّرونه على هيئة بشريَّة، فيرتِّب الله أعضاءهم وينفّسهم. فإذا تنفَّسوا، فإن كانوا مختارين يمجِّدهم الله ويطوِّبهم، فينتقلون بصفة الخفَّة برفقة الملائكة إلى وادي يوشافاط. وإن كانوا مرذولين، فيحملهم إلى هناك الشياطين، أو بالأحرى الملائكة، لخُلوِّهم من صفة الخفَّة. ويريد "بالرياح الأربع" جميع أصقاع العالم، وقد فسَّر ذلك بقوله: مِن أقصى السماءِ إلى أقصاها، يعني من كلِّ العالم. مَن في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض في المطهر وجهنَّم.



رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الفكر غير البسيط يُفقد الإنسان رجاءه في مجيء الرب
نحن بحاجة للسَّهر في كلِّ ساعة ودقيقة لئلا يفوتنا مجيء ابن الإنسان
أن مجيء الملكوت يتطلب توبة الإنسان
مجيء ابن الإنسان في مجده يعتبر جديداً بالنسبة إلى العهد القديم
أنجيل لوقا - مجيء إبن الإنسان


الساعة الآن 04:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024