LOR="Blue"] "Red"]كيف تكون كارِزًا؟!
ما هي الكرازة؟(*)
الكرازة هي المُناداة علنًا بالإنجيل للعالم غير المسيحي، فهي ليست المواعظ الدينية لجماعة مغلقة من المبتدئين، لكنها التبشير العلني بعمل الله الفدائي بالمسيح يسوع.. فهناك فرق بين الكرازة والتعليم.. الأساس بينهما واحد، ولكن الكرازة تكون في الأغلب لغير المؤمنين.. فالكرازة والتبشير والوعظ كلها مسميات ترمي إلى غرض واحد هو توصيل الإيمان بالمسيح إلى الناس، أما التعليم فهو شرح حقائق هذا الإيمان لهم. وقد أمرنا السيد المسيح قائلًا: "تَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ" (سفر أعمال الرسل 1: 8)
الكرازة في الكتاب المقدس:
العمل الكرازي لم يبدأ في العهد الجديد بل رأينا أمثلة كثيرة له في العهد القديم.. رأينا مثلًا كيف أرسل الله يونان النبي ليكرز لأهل نينوى (سفر يونان 1: 2؛ 3: 2)، وقيل عن نوح أنه كان "نُوحًا كَارِزًا لِلْبِرِّ" (رسالة بطرس الرسول الثانية 2: 5).. والقاعدة العامة في الأمر هي ما قاله الآباء الرسل: "لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا" (سفر أعمال الرسل 4: 20). فعندما يكتشف الإنسان أمرًا ما، يحب أن يخبر الجميع باكتشافه.. وأي بشرى أعظم من بشرى الإنجيل.. الذي هو البشارة المُفرِحة..
صفات الكارز:
ولكن، الكرازة تتطلب الإيمان.. فمجرد "حِكْمَة الكَلاَم" لا تفيد (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 17).. أقصد الحكمة الشخصية.. ولكن الرب هو الذي يعطي الفم والحكمة (إنجيل لوقا 21: 15).. وهناك صفات عديدة للكارز بالإضافة للإيمان السليم، فيجب أن يكون له علاقة شخصية مع الله، ويكون حريصًا على تنفيذ تعاليم الإنجيل والوصية.. وأن يتسم بالكفاءة كقول الرسول: "وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 2).
ينبغي أيضًا على الكارز أن يتحمل ما قد يُلاقيه من صعوبات ومشاكل في طريق الكرازة، فهناك صليب للكرازة كذلك، ولكن هناك أيضًا ميراث سماوي ينتظر..
وهنا نقطة مهمة، وهي مِعرفة مع مَنْ تتحدث: ينبغي على الكارز أن يعرف إيمان الطرف الآخر، وعقائده، وتكوين فكرة أشمل عن الموعوظين، لئلا يثير فيهم رفضًا أو مقاومة بسبب انتقاد أو تعليق لا يُريحهم دون أن يدري.. لذلك يجب أن يسمع كثيرًا وينظر كثيرًا حتى يكوِّن فكرة عنهم.. فينبغي أن يكون الكارز على دراية بشخصية وديانة ومعتقدات الذين يبشر لهم وطريقة تفكيرهم حتى يستطيع أن يتكلم معهم من منطلق معتقداتهم. فمثلًا نرى القديس متى الإنجيلي وهو يبشر لليهود، كان يكلمهم بما هو موجود في العهد القديم وإثبات صحة النبوءات وخلافه.. ومرقس الرسول بَشَّر للرومان الذين كانوا من أعظم الحضارات المعاصرة ورجال حروب، فعرض لهم المسيح الملك القوي ذو السلطان الروحي الفائق، لا القوة الجسدية.. إلخ.
أنواع الكارزين:
وهناك نوعين من الكارزين: فهناك الكارز المكرس من الكنيسة لهذا العمل، أو الذي قد يخصص فترة من حياته لعمل الكرازة في السفر وخلافه.. والنوع الثاني هو للناس العاديين المهتمين بالكرازة، وهي قد تكون كرازة صامتة أو كرازة بالمثل.. إلخ. وستجد المزيد عنها لاحقًا في هذا المقال..
[/COLOR]