رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب الكريم المُحيي... نظرة إلى أبرز رموزه في "العهد القديم" إنّ "الحَدَث المسيحانيّ"، حَدَث دخول إبن الله الأزليّ في عالم البَشَر الزمنيّ، مِن خلال تجسّده وكرازته وموته وقيامته وصعوده وإرساله الرّوح القدس، هذا الحَدَث لم يَكُن حَدَثاً مُنفصِلاً وطارئاً، بل جاء تتويجاً للتدبير الخلاصيّ بأكمله، وختاماً لمسيرة "تحضيريّة" طويلة سُمّيَت ب"العهد القديم"... فقد أتى الربّ يسوع مُتمِّماً "الشريعة والنبوءات"، لذلك فإنّ الكنيسة تقرأ "العهد القديم" على ضوء "الحَدَث المسيحانيّ"، وبالعكس... ويظهر ذلك منذ الكنيسة الأولى، حيث كان الكُتّاب الإنجيليّون (خصوصاً متى) يَختِمون بعض روايات بشارتهم بجُملة "ليتمّ ما قيل بالنبيّ..."، كما أنّ بولس الرّسول يُشير بإستمرار إلى تمام "الشريعة والأنبياء" بشخص المسيح، مِن خلال رسائله وعِظاته الواردة في سِفر "أعمال الرّسل"... وفي إطار هذه "القراءة للماضي"، فقد رأى الآباء القديسون في الكثير مِمّا وَرَدَ في "العهد القديم"، صوَراً رمزيّةً "إستباقيّةً" للكثير مِمّا وَرَدَ في "الحَدَث المسيحانيّ"، ومِن ضمنها ما يتعلّق بالصليب الكريم "أداة خلاصنا"، الذي بواسطته إنتصر المسيح على مفاعيل الخطيئة والموت... وللتذكير، فإنّ حَدَث "صلب السيّد" قد شكّل جزءاً لا يتجزّأ مِن رسالته الأرضيّة، لا بل الجزء الأساسيّ وذروة تلك الرّسالة، التي بها عرّفَنا إلى الله وأدخَلَنا في سِرّ الحُبّ الإلهيّ، الباذل بدون حساب في سبيل المحبوب (الإنسان) وخلاصه... اليوم، وبمُناسبة تذكار "رفع الصليب الكريم المُحيي"، نقوم بجولة سريعة على تلك الرموز "القديمة"، التي شكّلَت صورة مُسبَقة للصليب، ذاكِرين أنّ المؤلّفين الكنسيّين قد أدرَجوا هذه الرموز في الصلوات والخِدَم الليترجيّة المُختلِفة: * "شجرة الحياة" التي كانت تتوسّط الفردوس (تك 2: 9)، تُقابلها "شجرة معرفة الخير والشرّ" (تك 2: 9) التي كانت سبباً لهلاك الجبلة البَشَريّة (تك 3: 1-24)... وقد أضحى الصليب "الشجرة الحاملة للحياة الحقيقيّة". * حطب المُحرَقة في ذبيحة إبراهيم، يرمز إلى الصليب... فيما يرمز إسحق إبنه إلى المسيح نفسه (إبن الله)، وإبراهيم إلى الآب السماويّ (تكوين 22: 1-14). * بَرَكَة يعقوب (إسرائيل) لحفيدَيه إفرائيم ومنسّى (إبنَي يوسف)، حيث عَكَفَ يدَيه على شكل صليب (تكوين 48: 13-16). * أمسَكَ موسى بعصاه بأمر مِن الله، ومدّ يدَيه على البحر بشكل أفقيّ فشَقّهُ، ليَمرّ العبرانيّون عبره هرَباً مِن المصريّين، كأنّهم على اليَبَس... ثم عاد موسى، فمدّ يدَيه ثانيةً على البحر بشكل عاموديّ، فرجع البحر إلى موضعه، مُغرِقاً معه فرعون وجيشه (خروج 14: 15-31). * صلاة موسى باسطاً ذراعَيه، حين كان الشعب في برّيّة سيناء، وتعرّض للخطر مِن عماليق. وفيما هو في هذه الوضعيّة، كان الشعب ينتصر... أمّا حين كان يتعب ويُرخي ذراعَيه، كان الشعب يتقهقر... فطلب إلى "هارون" وإلى "حور" أن يَسندا ذراعَيه مبسوطتَين، إلى أن غُلِبَ عماليق (خروج 17: 1-16). * تحلية مياه مرّان (أو مارّة)، بواسطة شجرة طرحها موسى في الماء بأمر مِن الربّ (خروج 15: 22-27). * الحيّة النحاسيّة الشهيرة، وتقول روايتها إنّ الشعب العبرانيّ، الذي خرج مِن عبوديّة مصر على يد موسى، تاه في برّيّة سيناء وطفق يتذمّر على الربّ إلهه... فبدأت الحيّات تلدغه، ومات مِن الشعب عدد وافر... فطلب الشعب إلى موسى أن يُصلّي إلى الربّ الإله ليُزيح عنه هذا "العقاب"... وبعد أن صلّى موسى، أوصاه الربّ بأن يَصنع حيّة نحاسيّة ويرفعها على راية، لكي يشفى كلّ مَن ينظر إليها بعد أن تكون لدغته حيّة (عدد 21: 4-9)... وهذا التشبيه أعطاه الربّ يسوع بنفسه فيما بعد، حين تكلّم عن حتميّة "رفعه" (حديثه مع نيقوديموس في يو 3: 1-21). * وقوف الشعب على شكل صليب حول "تابوت العهد"، ثلاثة أسباط في كلّ جهة مِن الجهات الأربع (عدد 2: 1-34)، حيث رأى بلعام هذه التشكيلة وبارَكَ بعدها بني "إسرائيل" (عدد 24: 5-9). * عصا "هارون" التي أورَقَت وأفرَخَت (عدد 17: 1-11). * ضرب موسى صخرةً بعصاه ضربتَين، حين عطش الشعب في البرّيّة، فأنبعت ماءً (عدد 20: 1-29). * عصا موسى والضربات للمصريّين، حيث مدّ موسى يده وضرب مياه النهر، فتحوّلت مياه المصريّين إلى دم، مُهلِكاً السمك وحارماً المصريّين مِن الماء (خروج 7: 14-24). * بسط شمشون يدَيه مُبعِداً الأعمدة ومُدمِّراً أعداءه (قضاة 16: 23-31). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|