الأنبا دانيال قمص شهيت
لا يعرف مكان مولده ، اما تاريخه فيرجع انه حوالي سنة 38 م انطلق الي برية شهيت وهو بعد شاب . ترهب وعاش حياة نسكية عجيبة .كان يتناول وجبة واحدة من الطعام كل يوم في وقت الغروب . كان يقوم بعمل السلال ويبيعها بلنفق منها . حياته المثالية وتقشفه وقدرته انفائقه في حسن الادارة أهلته لرتبة الكهنوت بل أن يصبح قمصا لشيهيت كلها وهي اعلي رتبة في البرية . وقع اسيرا في يد البربر ثلاث مرات . في المرة الأولي أسر لمدة سنتين حتي خلصه أحد البحارة ، وفي الثانية أسر لمدة ستة شهور لكنه تمكن من الهرب ، وفي الثالثة رمي حارسه بحجر أرداه قتيلا وهرب عائدا الي قلايته لكن هذا العمل الخير أقلق ضميره للغاية حتي انه لجأ الي البابا تيموثاوس الذي اذ لمس ندمه الشديد وحزنه علي خطيته وتوبته اعطاه الحل وصرفه بعد أن نبهه الي خطئه . لكنه مع ذلك لم يهدأ فأخذ يقصد آباء قديسين في أماكن متفرقة طالبا مشورتهم وقيل أنه لما لم يرتح حتي قدم نفسه للسلطات الحاكمة في الاسكندرية لتوقيع عليه العقوبة ، لكن لم يهتم أحد باعتباره مدانا . اكتفي الأنبا دانيال بهذه المحاولات وعاد الي البرية جاعلا من ذاته قاضيا لنفسه فانسحق انسحاقا شديدا وضاعف من اتعابه وأسهاره معتنيا بمريض مقعد ، ذارفا الدموع شاعرا ببشاعة خطيته ؟ ولما أرسل الامبراطور الروماني جستنيان وفدا الي الاسقيط للضغط علي الرهبان لقبول قرارات مجمع خلقيدونية . قاد الانبا دانيال حركة العصيان وحرض الرهبان علي عدم الخضوع لهذه القرارات فلقي عذابا شديدا هو ومن معه من الآباء وأخيرا طردوه من البرية حيث التجأ الي بلدة تمبوك احدي قري الدلتا وهناك بني له ديرا صغيرا استمر فيه حتي وفاة جستنيان سنة 565 م بعدها عاد الي الأسقيط .
وقد أعطي من الله موهبة عمل المعجزات والكشف الروح والافراز ، أخيرا بعد جهاد شاق وقيادة حكيمة تنيح وقد تجاوز التسعين عاما .