أولئك الذين لا يؤمنون يتخبطون بظلماتهم، فلا هم بانسياب النور إليهم يشعرون، ولا بدبيب الألوهة في داخلهم يحسون، ولا برحيق الحياة الطافح من كأس الحياة الخالدة يلتذون، ولا الصوت المجلجل في أعماقهم يسمعون، ولا بالدم المراق والجسد المسفوح، دم التجديد وجسد القوة الخلاقة يشتركون، إنهم كالصخر المصقول المنحني على الهاوية يستقبل خير السماء ويقذفه إلى الوادي المظلم ولكن الله الرحيم يطيل أناته، فهو آب، والآب يحب ويغفر ويرحم، وهو في حبه كريم جواد يحب الخطأة ويذهب وراءهم، فإن هم جدوا المسير مبتعدين، طاردهم حتى إذا أضناهم المسير وأقعدهم التعب وجرحت أقدامهم الأشواك حملهم على كتفيه وأعطاهم قدميه ليسلكوا إليه على أقدامه، فاتحاً طريقهم بنفسه ومضمداً لجراحاتهم العميقة بيديه، يتعهدهم بالرفق والحنان ويطعمهم من جسده، ويسقيهم من دمه حتى يساهموا معه في خليقته الجديدة ويساهموا بإعادة البنيان الذي تداعى تحت ثقل الخطيئة.