رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مكافأة سفير الملك الحق أقول لكم: لَم يَقُم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان ( مت 11: 11 ) خدم يوحنا المعمدان خدمة جليلة، وشهد لليهود شهادة جليلة عن الرب. لكنه حينما دخل السجن، عثر وسقط في الشك، وأرسل اثنين من تلاميذه إلى الرب يقول: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟» ( مت 11: 2 ، 3). وماذا فعل عندئذٍ الملك الكريم تجاه عبده المسكين؟ لقد وجد الرب من المناسب أن يكافئ عبده على خدمته وشهادته عنه، فها هو السيد يتكلم أمام الجموع عن يوحنا بأروع العبارات وأجمل الكلمات. ولعلنا نتساءل: كيف يُكافأ الواحد وهو ساقط وفاشل؟ إن العالم لا يكافئ أحدهم إلا حين يُثبت نجاحه ويحقق الانتصار وراء الانتصار، ويُعزل من المنصب عند أول فشل أو سقوط أو إخفاق. نعم هذه الحقيقة عينها في ممالك العالم، أما مع ملكنا السامي السجايا، فالموضوع مختلف تمامًا؛ ففشل يوحنا وسقوطه لم يُنسِ الرب الخدمة الجليلة والشهادة العظيمة التي أدّاها يوحنا قبل ذلك. وصدق أحدهم حين قال: ”لقد كفَّ يوحنا عن الشهادة للرب، فبدأ الرب نفسه الشهادة عن يوحنا“. قال الرب عن يوحنا: «ماذا خرجتم لتنظروا، أَ نبيًا؟ نعم أقول لكم، وأفضل من نبي» ( مت 11: 9 ). لقد سألوا يوحنا، في يوم شهادته عن الرب: «النبي أنت؟ فأجاب: لا» ( يو 1: 21 ). فكأن الرب يقول عنه: لا أنسى له أنه أخفى نفسه لكي يُظهرني، والآن أنا أقول عنه إنه أفضل من نبي. وقال الرب عن يوحنا: «فإن هذا هو الذي كُتب عنه: ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي» ( مت 11: 10 ). قال يوحنا في شهادته عن الرب، ثلاث مرات، هذا التعبير «هذا هو» ( يو 1: 30 ، 33، 34). وكأن الرب يقول للجموع عنه: لا أنسى إنه شهد عني قائلاً: «هذا هو» ثلاث مرات، والآن أنا أقول عنه أيضًا «هذا هو». وقال الرب عن يوحنا: «الحق أقول لكم: لم يَقُم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان» ( مت 11: 11 ). لقد قال يوحنا لليهود عن الرب «في وسطكم قائم»، وكأن الرب يقول عنه للشعب: أنا لا أنسى إنه قال عني إنني قائم، والآن أنا أقول عنه أيضًا «لم يَقُم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان». تبارك اسم إلهنا وسيدنا وملكنا وحبيب قلوبنا، الذي لا يضحي بالعاثر والفاشل، إنه ملك عظيم كريم ورحيم. ليس مثله نظير. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|