رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موسى .. القائد المتضع وأما الرجل موسى فكان حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض ( عد 12: 3 ) لم يكن موسى أعظم قائد في التاريخ فقط، بل كان أعظم خادم (عدا الرب نفسه طبعًا، ويوحنا المعمدان) إذ أتم أصعب مهمة وُكِّلت إلى إنسان. لقد كان أمينًا في كل بيت الله كخادم ( عب 3: 5 )، وفي الواقع فإن موسى كان أعظم قائد لأنه كان أعظم خادم. فأي نوع من الرجال كان موسى؟ القليل من الأجزاء الكتابية تكشف لنا سر نجاحه وعظمته كرجل الله وكخادم الله. ففي خروج 33: 11 عندما كانت ”أزمة العجل الذهبي“ في ذُروتها، وكان موسى في جلسة مشاورة عاجلة مع الله، ويعلِّق المؤرخ الإلهي قائلاً: «ويكلم الرب موسى وجهًا لوجه، كما يكلم الرجل صاحبه». ولم يكن ممكنًا أن يحصل بنو إسرائيل على شفيع أفضل من هذا الرجل، الذي كان ـ غالبًا ـ أكثر مَنْ ارتبط بالله في علاقة حميمة (فيما عدا ابن الله نفسه) ـ على الأقل حتى مجيء الروح القدس يوم الخمسين. ويمكننا أن نرى أساس هذا القُرب من الله في عدد12: 3 «وأما الرجل موسى فكان حليمًا (متضعًا) جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض»، و«هكذا قال الرب ... إلى هذا أنظر: إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي» ( إش 66: 1 ، 2). إن التعبير الوارد في عدد12: 3 هو بمثابة جملة اعتراضية استنكارية ـ بالنظر إلى القرينة ـ لأن موسى كان مُتهمًا باغتصاب القيادة لنفسه، والطموح في تنصيب نفسه كالوسيط الوحيد مع الله ـ ولم يكن مُتهموه سوى لحمه ودمه! ولو كان هذا صحيحًا لفقد موسى أهليته للعلاقة الحميمة مع الله بُناء على اتضاعه، وبالتالي لفقد أهليته للقيادة. والحقيقة أن الرجل كان على علاقة وجهًا لوجه مع الله لأنه أدرك تمامًا مَنْ هو الله، فاتضع وخضع كما ينبغي الخضوع والاتضاع. فلم يكن موسى قائدًا عظيمًا من مُطلق قوة الشخصية أو الطموح الشخصي أو العنفوان، بل كان واعيًا جدًا لضعفه الشخصي في محضر القدير، بل كان جوهر قدرته على القيادة كامنًا في خضوعه المُخلص غير المشروط لله. وهو أمر آخر من الأمور التي تبدو ظاهريًا متناقضة عن الله: إن أعظم قائد في العالم كان أكثر الناس اتضاعًا! . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأنبا باخوميوس أب الشركة القائد المتضع |
موسى القائد النبي |
يعقوب المتضع |
هذا هو المتضع حقا" |
الانسان المتضع |