ميز القديس بين عدم اضطهادهم ومضايقتهم وبين التساهل معهم، فقد حرم الدخول إلى اجتماعاتهم كما صادر كنائسهم وتحدث عن الضرورة ضد هرطقاتهم(188)، إذ له مقالات ضد اليهود والوثنيين والهراطقة. حاول بعض الهراطقة أن يدخلوا بالبدع إلى قلوب المؤمنين تحت ستار "الاتضاع"، خالطين بينه وبين الاستهتار في التمسك بالعقيدة، مرددين قول الرسول "غير أنه على كل وجه سواء كان بعلة أو بحق ينادي بالمسيح(189)"، مطالبين البسطاء أن يسمعوا لهم إذ هم أيضًا يتحدثون في المسيح يسوع! لم يقف القديس صامتًا بل القى مقالًا مطولًا يعالج المفهوم الحقيقي للاتضاع فارزًا إياه عن الاستهتار، كما أوضح لهم أن ما قاله الرسول لم يكن بخصوص هراطقة إنما بخصوص أناس كرزوا بالإيمان المستقيم بنية أثارة الحاكم ضد الرسول بولس ليبقى في سجنه "ظانين أنهم يضيفون إلى وثقه ضيقًا