رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وأي أحرى منا بالهتاف! أ ليس كل شيء لنا؟ اهتفي لله يا كل الأرض! رنموا بمجد اسمه. اجعلوا تسبيحه مُمجدًا. قولوا لله: ما أهيب أعمالك ( مز 66: 1 ، 2) وأي أحرى منا بالهتاف! أ ليس كل شيء لنا؟ أ بولس أم أ بلوس أم صفا، أم العالم، أم الحياة، أم الموت، أم الأشياء الحاضرة، أم المستقبلة. الكل لنا ( 1كو 3: 21 ، 22). أ ليست حسنات الرب علينا كثيرة جدًا لا تُحصى نواحيها ولا تُعد جهاتها ( مز 103: 1 - 5). أ لم تمر بنا سفينة الأيام عباب الحياة فما استطاعت أمواج الردى أن تؤذينا لأن القدير كان يدير الدفة بحكمته العلوية. وما لنا نرهب الظروف حوالينا! أ ليست يد الله كفيلة أن تشق لنا طريقًا مُعبدًا في البحر! بل ما لنا نقول أنّى لنا الطعام واللباس، وها يد الله تهيئ لنا كل أمورنا! وهل إلهنا الذي يُلبس زنابق الحقل أبهى حُلة، ويقدم لطيور السماء القوت في حينه، يكف يده عنا؟ وما لنا نعلن أن سُبل العيش قد التوت وتعقدت وها ربنا يقول فيكون ويأمر فيصير! ولماذا بعد أن عرفنا أن كلمة الله هي السراج الوهاج الذي ينير سبيلنا، قد ألقيناه جانبًا وسرنا نتخبط في دياجير العالم ونرتطم في منعطفاته؟ وما لنا قد استولى علينا غرور الدنيا وغبَّطنا الأشرار على ما هم فيه من مجد وجاه، مع أننا نعلم أن مصيرهم للبوار المُحقق! ولماذا نتقلب آنّين على فراشنا وقد حالت الهواجس دون أن يزور النوم أجفاننا، وها الوحي الإلهي يقول: «مُلقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم» ( 1بط 5: 7 )؟ أَمَا كان بطرس في السجن بين عسكريين مربوطًا بسلسلتين ومع ذلك إذ اتكل على وعد الله، استغرق في نوم عميق حتى اضطر الملاك أن يضرب جنبه لإيقاظه (أع12)؟ ولماذا تضطرب قلوبنا وتعج بالخوف وهو ـ تبارك اسمه ـ لا يفتأ ينادينا «قِفوا وانظروا خلاص الرب» ( خر 14: 13 )؟ وهل تنضب موارد قوته، أو تنفد مصادر معونته؟ انظر إليه في الموضع الخلاء، حيث لا غذاء، تشاهده يُشبع خمسة آلاف بخمسة أرغفة وسمكتين (مر6). انظر إليه عند بحر الجليل تَره ماشيًا على الأمواج قابضًا على أعنة الطبيعة وبمجرد أن يصعد إلى السفينة تسكت الرياح ويتلاشى الخطر ويطمئن التلاميذ (مر6). وماذا نقول عن غناه الذي لا يُستقصى، وقدرته التي لا نهاية لها، ومحبته التي لا يُسبر غورها؟ ألا «سبحوا الرب في قُدسه ... سبحوه حَسَب كثرة عظمته» ( مز 150: 1 ). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|