رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التواضع العملي في حياة الأنبا أنطونيوس، وعدم التشبث بفكره، أنه كان يخضع لفكر الآخرين أحيانًا. ولا شك أن في انتصار من الإنسان على نفسه.. وسنضرب لهذا الآمر في حياة قديسنا عدة أمثلة: أ- إنه أقتنع بحياة الوحدة ومارسها، وعاش 30 سنة مغلقًا على نفسه لا يرى وجه إنسان.. وأخيرا أزدحم الناس على بابه، مصرين أن يفتح لهم، وأن يصير لهم مرشدا. وكان ممكنا لهذا القديس أن يهرب من هؤلاء، حتى لو فتح لهم، وأن يتمسك بحياة الوحدة الكاملة التي أرادها لنفسه. ولكنه خضع لهم وتحول من متوحد بالمعنى الكامل إلى متوحد ومعلم للوحدة. واضطر أيضا أن يفتح بابه لكثير من الزائرين. وغير شيئا من أسلوب حياته. لأجل الناس. وقبل الوضع الذي أراده له، وتنازل عما أراده لنفسه. ب- في اعتقاده أن الرهبنة موت عن العالم، وبعد عن العالم، وحياة وحدة في البرية. ولكن لما طلب اليه الآباء الأساقفة أن ينزل ليعلن رأيه في الأريوسية، خضع لهم، ونزل إلى الإسكندرية، وسط جماهير الشعب، وقضى هناك ثلاثة أيام، أكمل فيها الرسالة المطلوبة منه، ثم عاد ملتمسا ديره... كان من النوع المطيع (المهاود)،على الرغم من نزوله وقتذاك كان من حوالي المائة من عمره.. ج- ونزل قبل ذلك أيام الاستشهاد، وكان يذهب إلى حيث محاكمة الشهداء وتعذيبهم، ويشجعهم ويقويهم. في تواضعه، انتصر على التطرف، وعلى التحجر والجمود عند فكر معين. أعطاه التواضع مرونة وسهولة في التعامل.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|