ولكن من يقول الحقيقة؟ كيف نعرفها؟ هنا تأتي المشاورة. فالمجامع المسكونية كانت مشاورات عالمية بين أساقفة الدنيا المسيحية. الأساقفة قد وضعهم الله، في ما سمعنا اليوم من نص الرسالة، حراسًا على العقيدة كي يسهروا على الرعية التي يُبدّدها الذئب. عملُ المطارنة أن يدرسوا وان يتكلموا باللاهوت وان يعطوا الناس اللاهوت السليم لأن السلوك الصحيح يأتي من الإيمان الصحيح. ولا يستطيع الانسان أن يخلُص بدون إيمان. ليس شغل الكنيسة أن تبني كنائس من حجر وحسب. شغلُها أن تبني الكنائس ليُعلّم فيها الإيمانُ الصحيح. وان كنا بالإيمان المستقيم، فنحن أغنى الناس ونحن أمجد الناس. نحن قائمون لكي نحفظ الإنجيل ونعيش بالإنجيل ونتمتع بجمال المسيح.
فيما نحن نقيم ذكرى الآباء القديسين، جدير بنا أن نُجدد ولاءنا للعقيدة المستقيمة وولاءنا للكنيسة كما هي وحيثما تكون في الرعية التي نحن منها لكي يبقى الله بيننا ويسطع إيمانُنا بمحبته الى الأبد.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)