تجربة أيوب: ويوسف الصديق
قداسه البابا شنوده† بدأت المشكلة بحسد الشيطان وإذا برجال أيوب كل منهم يأتي له بخبر سيء فجاءه أحد رجاله قائلًا له: "لقد سرقوا الغنم، وآخر قائلًا: "لقد سرقوا الجمال"، وآخر قائلًا: "لقد هدم البيت"، وآخر قائلًا: "لقد مات أولادك". وتوالت عليه المشاكل بطريقة متلاحقة وعجيبة.
† ثم زاد حسد الشيطان عن هذا الحد فجاءت لأيوب ضربة في الجسد من قمة رأسه إلى أخمص قدميه فأصبح جسده كله مليء بالقروح، وتعبَ لدرجة أنه قال: "رائحتي أصبحت غير مقبولة عند امرأتي"، ونص الآية هو: "نَكْهَتِي مَكْرُوهَةٌ عِنْدَ امْرَأَتِي، وَخَمَمْتُ عِنْدَ أَبْنَاءِ أَحْشَائِي" (سفر أيوب 19: 17) وليس هذا فقط بل أن أصحابه الأحباء الذين أتوا ليعزوه والذين ظلوا أيام غير قادرين على فتح فيهم من هول المصيبة، ظلوا يوبخونه ويقولون له لا بد أنك أخطأت إلى الرب ومن أجل خطاياك صنع بك الرب هذا البلاء.
† وتعب أيوب جدًا من كلام أصحابه للدرجة التي قال لهم فيها: "لَيْتَكُمْ تَصْمُتُونَ صَمْتًا. يَكُونُ ذلِكَ لَكُمْ حِكْمَةً" (سفر أيوب 13: 5)، وقد عرضنا هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت كتاب حول تجربة أيوب الصديق من كتب قداسة البابا شنوده الثالث. وأيضًا لم تنتهي تجربته إلى هذا الحد بل زادت حتى وصلت إلى أقصى درجاتها، ولكن جاء الوقت الذي انتهت فيه هذه التجربة والله تفاهم مع أيوب فيقول الكتاب:
† "ورد الرب سبي أيوب وقال لأليفاز التيماني من أصحاب أيوب الثلاثة: "غضبي عليك وعلى كلا صديقيك لأنكم لم تقولوا في الحق كما قال عبدي أيوب اذهبوا وقدموا ذبائح عن أنفسكم وهو يتوسط لكم" ثم جاء أقارب أيوب ومعارفه وأعطوه أموال يرده بها. ثم عوضه الرب عن البنات والأولاد بنفس العدد الذي مات ويقول الكتاب وكانت بنات أيوب أجمل النساء "لم يوجد نساء في جمال بنات أيوب" وعاش أيوب زمنًا طويلًا بعد التجربة. ونص الآيات هو: "وَكَانَ بَعْدَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ مَعَ أَيُّوبَ بِهذَا الْكَلاَمِ، أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لأَلِيفَازَ التَّيْمَانِيِّ: «قَدِ احْتَمَى غَضَبِي عَلَيْكَ وَعَلَى كِلاَ صَاحِبَيْكَ، لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ. وَالآنَ فَخُذُوا لأَنْفُسِكُمْ سَبْعَةَ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةَ كِبَاشٍ وَاذْهَبُوا إِلَى عَبْدِي أَيُّوبَ، وَأَصْعِدُوا مُحْرَقَةً لأَجْلِ أَنْفُسِكُمْ، وَعَبْدِي أَيُّوبُ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِكُمْ، لأَنِّي أَرْفَعُ وَجْهَهُ لِئَلاَّ أَصْنَعَ مَعَكُمْ حَسَبَ حَمَاقَتِكُمْ، لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ». فَذَهَبَ أَلِيفَازُ التَّيْمَانِيُّ وَبِلْدَدُ الشُّوحِيُّ وَصُوفَرُ النَّعْمَاتِيُّ، وَفَعَلُوا كَمَا قَالَ الرَّبُّ لَهُمْ. وَرَفَعَ الرَّبُّ وَجْهَ أَيُّوبَ. وَرَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ أَيُّوبَ لَمَّا صَلَّى لأَجْلِ أَصْحَابِهِ، وَزَادَ الرَّبُّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لأَيُّوبَ ضِعْفًا. فَجَاءَ إِلَيْهِ كُلُّ إِخْوَتِهِ وَكُلُّ أَخَوَاتِهِ وَكُلُّ مَعَارِفِهِ مِنْ قَبْلُ، وَأَكَلُوا مَعَهُ خُبْزًا فِي بَيْتِهِ، وَرَثَوْا لَهُ وَعَزَّوْهُ عَنْ كُلِّ الشَّرِّ الَّذِي جَلَبَهُ الرَّبُّ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ كُلٌّ مِنْهُمْ قَسِيطَةً وَاحِدَةً، وَكُلُّ وَاحِدٍ قُرْطًا مِنْ ذَهَبٍ. وَبَارَكَ الرَّبُّ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولاَهُ. وَكَانَ لَهُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْغَنَمِ، وَسِتَّةُ آلاَفٍ مِنَ الإِبِلِ، وَأَلْفُ فَدَّانٍ مِنَ الْبَقَرِ، وَأَلْفُ أَتَانٍ. وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلاَثُ بَنَاتٍ. وَسَمَّى اسْمَ الأُولَى يَمِيمَةَ، وَاسْمَ الثَّانِيَةِ قَصِيعَةَ، وَاسْمَ الثَّالِثَةِ قَرْنَ هَفُّوكَ. وَلَمْ تُوجَدْ نِسَاءٌ جَمِيلاَتٌ كَبَنَاتِ أَيُّوبَ فِي كُلِّ الأَرْضِ، وَأَعْطَاهُنَّ أَبُوهُنَّ مِيرَاثًا بَيْنَ إِخْوَتِهِنَّ.
16 وَعَاشَ أَيُّوبُ بَعْدَ هذَا مِئَةً وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَرَأَى بَنِيهِ وَبَنِي بَنِيهِ إِلَى أَرْبَعَةِ أَجْيَال. ثُمَّ مَاتَ أَيُّوبُ شَيْخًا وَشَبْعَانَ الأَيَّامِ" (سفر أيوب 42: 7-17).
† هناك بعض الناس ينظرون إلى التجربة أو إلى المشكلة كمشكلة ولكن لا ينظرون إلى أنها لابد ستنتهي ولا بد أن الله يتدخل ويعمل عملًا والله يبدل الأحوال فتختفي الأوضاع السيئة وتتبدل بأوضاع جديدة من قبل الرب.