رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنت بلا عذر : عالج الذهبي مدى مسئولية الخادم نفسه عن فشله في الخدمة أو تعثره فيها بسبب جهله لمسئولياته، أو جهله للسمات التي كان يليق به أن يكون عليها أو بسبب دخوله هذا الميدان قسرًا تحت ضغط الشعب، فقال: "لو كان ممكنًا أن كون الجهل عذرًا، لكان بالأولى أن يحتمي به العلمانيون أكثر من الأساقفة (والكهنة)... لأنه لا يقدر ذاك الذي يحسب عينًا لتصحيح أخطاء الغير وتحذيرهم للصراع ضد الشيطان المهاجم لهم أن يعتذر بجهله، قائلًا: لم أسمع صوت البوق، ولا نظرت الحرب (الروحية). فأنه قد وضع لهذا القصد. يقول عنه حزقيال أنه يبوق للآخرين وينذرهم بالمخاطر القادمة نحوهم، لذلك يكون عقابًا محتومًا، حتى وإن لم يصب أحد بضرر. "فأن رأى الرقيب السيف ولم ينفخ في البوق، ولم يتحذر الشعب، فجاء السيف وأخذ نفسًا منهم، فهو قد أخذ بذنبه، أما دمه فمن يد الرقيب أطلبه(148)". "لو أن عشرة آلاف شخص رشحوه للكهنوت وحثوه على ذلك فعليه إلا يعطي لذلك بالًا، بل يبحث قلبه، ويختبر الأمر من كل نواحيه بدقة قبل أن ينصت إلى حاجاتهم. لا يخاطر إنسان ما ويتعهد ببناء منزل ما لم يكن مهندسًا، ولا يحاول علاج المرضى إن لم يكن طبيبًا، حتى لو حثه على ذلك كثيرون، فأنه يليق به أن يرفض دون أن يخجل من جهله، فهل الذي يتعهد أرواحًا كثيرة لا يختبر نفسه أولًا... إنما يقبل الكهنوت لمجرد أن طلب أحدهم منه ذلك أو ألزمه ثان أو خشى مخالفة ثالث؟!...". "قد ينخدع المنتخبون بمؤثرات خارجية، أما المختار كاهنًا فلا يقدر أن يقول "لا أعرف نفسي، كما يقول الآخرون عنه، لذلك فعقوبته أقسى من التي يسقط تحتها المنتخبون له... لهذا السبب نصح الرب من يريد أن يبني برجًا إلا يبدأ بوضع الأساس ما لم يحسب قدرته على البناء، حتى لا يجلب على نفسه سخريات المارة(149) غير المتناهية..". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|