عند يوم القيامة مساء، دخل يسوع بجسده الممجّد غير خاضع لكثافة الجدران الى التلاميذ المجتمعين في العلّية معا »خوفًا من اليهود«، إذ خاف التلاميذ أن تقضي أُمّتُهم عليهم لمحو قضية يسوع نهائيا، وسلّم عليهم تسليمًا عاديّا، ولكونه كان عالمًا بأن شكّهم بهذا الشخص الظاهر ممكن »أَراهُم يديه وجنبه« فأَدركوا انه الرب. وبعد أن تثبّتوا أنه القائم وهو عارف أنهم يمتلئون منه، جاء وقت تفويضهم بإرسالهم فقال لهم: »كما أَرسلَني الآب كذلك أنا أُرسلكم«. كانوا في حاجة الى تكليف إلهيّ. يجب أن يأخذوا شيئًا يأتي من الله ولهذا قال: »خذوا الروح القدس«. انه مستقرّ فيّ وعندي مواهبه. لكم كل مواهبه لتبنوا الكنيسة فيأخذ كل مؤمن الموهبة التي يريد الروح الإلهي أن يعطيه: هذا التعليم، وهذا التدبير، وهذا الوعظ، كما يبيّن بولس في رسالته الى اهل رومية. ثم قال لهم: »من غفرتم خطاياهم تُغفر لهم ومن أَمسكتم خطاياهم أُمسكت«.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)