حقًا عجيب للغاية أمر هذا الشعب، إنهم من شهور قلائل أرادوا أن يختطفوه ليجعلوه ملكًا! والآن يُخرجونه عنوةُ خارج الأسوار ليُصلب!! .. من شهور قلائل كانت بينهم مُناجاة ويتسائلون عن صلاحه، واليوم يجزمون بأنه مجدِّف يستحق الموت صلبًا! .. منذ بداية خدمته وإلى النهاية لم يكفوا عن الشهادة بأنه عمل كل شيء حسنًا، وبأنه لم يظهر في إسرائيل نظيره قطٌ، واليوم لشدة يقينهم من جُرمه، يعلنون تحمل تبعات سفك دمه، ليس فقط على أنفسهم بل وعلى أولادهم!! بل ولماذا نذهب بعيدًا لشهور، فمنذ أيام قلائل هتفوا له هتافًا ملكيًا، واستقبلوه استقبالاً أسطوريًا، معترفين أنه «ابن داود»! واليوم يصرخون بذات الحناجر والأفواه مُطالبين بقتله لأنه مجدِّف يستحق الصليب، مفضّلين عنه سارق ولص!!