إذ رآها الحاكم في حال يُرثى لها ازداد حبه لها وصار يلاطفها، ودار بينهما الحوار الآتي:
ما هو الذي سحركِ، وجعلك مسيحية؟
وكيف نسيتِ ما قد تكلفته من مالٍ لكي أتزوج بكِ؟
وما هو الذي صدر مني حتى تبغضيني؟
لم أقصد إلا أن يريكَ الله ضلال عبادتك الوثنية، لأني أعلم برفعة شأنك وأنك بصفاتك الحميدة تستحق أسمى المراتب، غير أني أطلب منك شيئًا واحدًا، وهو أن تنكر عبادة الأوثان التي هي غاية الجهل والحماقة، وبرهان النفاق؛ وتعبد الإله الحقيقي.
ألا تدرين بأني إذا صرت مسيحيًا أخسر أموالي، وأُطرد من منصبي، وأفقد حياتي!
إن كنت تخافِ من ملك أرضي قابل للموت، فكيف لا أخاف أنا من أن أغضب الملك السماوي غير القابل للموت بأعظم إثم!