رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فدخل الملك داود وجلس أمام الرب ( 2صم 7: 18 ) فدخل الملك داود وجلس أمام الرب وقال مَنْ أنا يا سيدي الرب وما هو بيتي حتى أوصلتني إلى ههنا ( 2صم 7: 18 ) يا له من موقف رائع لداود؛ فبدلاً من الخروج لكي يبني للرب، دخل وجلس أمام الرب. حقاً ما أبهى هذا المنظر وما أعظم ما فيه من قوة وجمال. قد يبدو داود للعين غير المُستنيرة أنه وضع نفسه في موقف عديم الفائدة تماماً، ولكن هناك أمر لا بد من أن نتأكد منه جيدأً وهو أنه لا يمكن البتة لأي شخص أن يقف كخادم إن لم يكن أولاً قد جلس كعابد، أي أنه يجب أن نتعامل مع الرب قبل أن يتسنى لنا أن نعمل لأجل الرب. أرِنا شخصاً قد شغل مركز العابد الحقيقي نُريك فيه شخصاً إذا ما وقف على قدميه دلّ على أنه الخادم المؤثر الفعّال حقيقة. ولنلاحظ أن جلوسنا أمام الرب شيء، وجلوسنا أمام عملنا، خدمتنا، وعظنا، ظروفنا، اختباراتنا .. إلخ، شيء آخر. كم من المرات نكون عُرضة لأن نجلس ونتفرس أو نتأمل في مآثرنا العديدة حتى وإن كانت هذه الأمور كلها متعلقة بعمل الرب؟ عمل مثل هذا لا بد أن ينتج الضعف، فلا يوجد شيء أتعس من الانشغال بالذات. صحيح أنه من واجبنا أن نشعر بالدين والممنونية إذا استخدمنا الرب في أي ناحية من عمله، ولكن لنحترس من أن نضع الذات أمام عيوننا ـ الذات بأي شكل كان ـ عن طريق مباشر أو غير مباشر. لنحترس من أن نُوجد في حالة الاعتداد بالذات متأملين في الأمور الكثيرة القائمين بها والمشاريع المختلفة التي جعلناها تقف على قدم وساق، أو الأعمال العديدة التي نؤديها. كل هذا ينفخ الطبيعة ويعظمها بينما يترك النفس جافة وقاحلة. لاحظ الفرق "فدخل الملك داود وجلس أمام الرب وقال مَنْ أنا". فكلمة "أنا" لا بد أن تغوص في بحر النسيان بمجرد أن نجلس أمام الرب. حقاً إننا لا ندري بأيهما نعجب أكثر: أ بالموقف أم بالنطق. "جلس" وقال "مَنْ أنا" كلاهما جميل، وكلاهما في ترتيب رائع. ويا ليتنا نتعمق أكثر فأكثر في إدراك معناهما الجميل وما فيها من قوة عملية عظيمة. ويا ليتنا ندرب أنفسنا على الجلوس في حضرة الله وهناك ننسى الذات وكل متعلقاتها. ويا ليت كل منا يجتهد في أن يجلس ويتفرس ويعبد، وحينئذ عندما تَحِن الفرصة المناسبة يكون مستعداً لأن يقف موقف الخادم النافع المُثمر. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|