رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المساواة للآب في كل شيء قال السيد المسيح " كل ما للآب هو لي" (يو 16: 15) ولم يستثني شيئًا مما للآب لم ينسبه لنفسه، فهي مساواة في كل شيء جامعة شاملة، وأكد عليها الرب يسوع قائلًا في الصلاة الوداعية مناجيًا الآب " وكل ما هو لي فهو لك. وما هو لك فهو لي" (يو 17: 10) فالآب له كل ما للابن، والابن له كل ما للآب، والآب لا يزيد عن الابن في شيء، ولا الابن ينقص عن الآب في شيء، حتى قال الابن " كل شيء قد دُفع إلىَّ من أبي" (مت 11: 27) وليس معنى إن الآب دفع كل شيء للابن أن الابن لم يكن له كل شيء، أو إن الآب الأعظم منح الابن الأقل عظمة.. كلاَّ إنما المعنى يفيد المحبة المتبادلة بين الآب والابن. وبهذا يرد الابن على اليهود الذين ظنوه أنه يغتصب الألوهية التي ليست له " أجابهم يسوع أعمالًا كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي. بسبب أي عمل منها ترجمونني. أجابه اليهود قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف. فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهًا" (يو 10: 32، 33) وجعل السيد المسيح المعجزات الباهرات التي يصنعها شاهد إثبات على لاهوته ومساواته للآب في كل شيء، فقال لليهود "إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا إن الآب فيَّ وأنا فيه" (يو 10: 37، 38). يقول القديس أثناسيوس الرسولي "أعلن (السيد المسيح) نفسه بواسطة الأعمال التي عملها في الجسد أنه ابن الله. لهذا هتف لليهود غير المؤمنين {إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي. ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا إن الآب فيَّ وأنا فيه} (يو 10: 37، 38).. فطرده للأرواح الشريرة، وخروجها في الحال، لا يمكن أن يكون عمل إنسان بل عمل الله. ومن ذا الذي بعد أن رآه يشفي الأمراض، الخاضع لها الجنس البشري، يتجاسر ويقول أنه لا يزال إنسانًا وليس إلهًا؟! فقد طهرَّ البرص، وجعل العرج يمشون، والصم يسمعون، والعمي يبصرون، وبالإجمال طرد من كل البشر كل مرض وكل ضعف. من كل هذه كان ممكنًا لأبسط إنسان أن يرى لاهوته. لأنه من ذا الذي يراه يرد للإنسان ما نقصه منذ ولادته، ويفتح عيني الأعمى منذ ولادته، ولا يدرك إن طبيعة البشر كانت خاضعة له، وأنه هو صانعها وبارئها.. أو من ذا الذي يرى مادة الماء تتحول خمرًا ولا يدرك أن من فعل هذا لا بُد أن يكون هو رب وصانع مادة كل المياه؟! ولأجل هذه الغاية أيضًا مشى على المياه كسيدها، ومشى كما على أرض ناشفة لكي يقدم لمن رآه برهانًا على سلطان كل الأشياء. وعندما أطعم جمعًا غفيرًا من قليل، ومن تلقاء ذاته قدم الكثير من العدم، فأكل خمسة آلاف نفس من خمسة أرغفة وشبعوا وفضل عنهم الكثيرة. ألم يُظهر ذاته بأنه هو الرب نفسه الذي يشمل كل الأشياء بعنايته؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المساواة للآب في العمل |
المساواة للآب في منح النعمة |
المساواة للآب في الإيمان به |
المساواة للآب في المعرفة |
المساواة للآب في الملكوت |