المساواة للآب في المعرفة
كشف لنا ربنا يسوع عن المعرفة الذاتية المتبادلة بين الآب والابن فقال "وليس أحد يعرف الابن إلاَّ الآب. ولا أحد يعرف الآب إلاَّ الابن. ومن أراد الابن أن يعلن له" (مت 11: 27).. أي إن الطريق الوحيد لمعرفة الله الآب هو السيد المسيح، فالذي لا يؤمن بألوهية السيد المسيح يستحيل عليه معرفة الله المعرفة الحقيقية، ولذلك قال الرب يسوع "أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلاَّ بي. لو كنتم عرفتموني لعرفتم أبي أيضًا" (يو 14: 6، 7).
ومعرفة الإنسان لله معرفة ناقصة ومكتسبة، فالإنسان لا يعرف عن الله إلاَّ القليل، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وقد عرف هذا القليل شيئًا فشيئًا، وحتى الملائكة والطغمات السمائية معرفتها لله معرفة محدودة. أما السيد المسيح فمعرفته لله كاملة وذاتية كقوله الطاهر " أنا أعرفه لأني منه وهو أرسلني" (يو 7: 29) وقال أيضًا عن هذه المعرفة المتبادلة " كما إن الآب يعرفني وأنا أعرف الآب" (يو 10: 15) فالرب يسوع كائن في الآب منذ الأزل وهو أقنوم المعرفة، ولذلك فالمعرفة بين الآب والابن هي معرفة يقينية وكاملة ومباشرة، ولذلك قال "أيها الآب البار إن العالم لم يعرفك أما أنا فعرفتك" (يو 17: 25).
وبسبب وحدة الآب والابن في الجوهر، لذلك كل من يعرف الابن يستطيع أن يعرف الآب، والذي لا يعرف الابن يستحيل عليه معرفة الآب، لذلك في حديث السيد المسيح مع اليهود " فقالوا له أين هو أبوك. أجاب يسوع لستم تعرفونني أنا ولا أبي. لو عرفتموني لعرفتم أبي أيضًا" (يو 8: 19) وقال لتلاميذه " وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفوني" (يو 16:3) والذي يرى الابن يرى الآب " الذي رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9) حقًا إن الآب الغير منظور رأيناه في الابن المنظور.