البابا شنوده الثالث
عنصر الحنان لدى الأم
المفروض في الأم أن تكون مصدر حنان لأبنائها، وينفع الأطفال جدًا أن يشبعوا من حنان أمهاتهم. حتى لا ينحرفوا إلى التماس الحنان من مصدر خارجي، لا نضمن سلامته.
وحنان الأم ينبغي أن يكون بحكمة.
فلا يتحول إلى تدليل خاطئ يسئ إلى تربيتهم، ولا يستغله الأبناء في أن يسلكوا بأسلوب اللامبالاة، إذ يجدون أمهم أمامهم راضية بأي خطأ أو متساهلة جدًا في التعامل مع أخطائهم، وكأنهم لم يخطئوا!!
أو أنها أمام أبيهم تدافع عن أخطائهم وتبررها، أو تغطى عليها فلا يراها!! وهكذا لا يجد الابن من يربيه..
والحنان يشمل أيضًا عنصر العطاء لما يحتاجه الابن.
فتشعر الأم باحتياجاته، وتعطيه دون أن يطلب. ولا شك أن هذا يترك في نفسه أثرًا طيبة ويبادلها حبًا بحب. ولكن العطاء ينبغي ألا يمتزج بالإسراف البذخ، وإنما يكون في حدود المعقول. وذلك حتى لا يشب الابن شاعرًا بأن كل ما يطلبه واجب التنفيذ، مهما كانت حالة الأسرة لا تسمح بهذا.