رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تضايق الشيطان لأجل الأكاليل التي أعدت في أورشليم السمائية للقديس أنبا هرمينا السائح.. فأتاه في صورة ملاك وقال له: "يا هرمينا قم وأمضى واسكن بجوار بلدتك عند القديس أنبا يعقوب" . فأجابه: "من أنت؟" وكان قد علم بالروح أنها خدعه من الشيطان… فقال له: "أنا هو ميخائيل الواقف قدام عظمة الله". فأجابه القديس: "إن كنت هكذا فهيا نصلي قبل المسير" . أجابه: "لا أستطيع أن أصلى منفردا عن طغمتى". فقال له: "حي هو سيدي الرب يسوع المسيح إنك لا تبرح هذا المكان حتى اعرف من أنت؟" وبدأ صلاته… فإذ بسحابه من نار نزلت من السماء وأحاطت بالشيطان وصار يلتهب ويصرخ ليخرجه من تلك النار فأطلقه، لكنه قال للقديس إني لا أكف عن قتالك وكل من يشبهك أيضا إلى انقضاء العالم ثم اختفى من أمامه. لم يحتمل الشيطان جهاد القديس فقال لجنده: "هلم بنا لنحارب المدعو هرمينا لأنه يخالف أقوالي ولا يصنع إرادتنا في البرية، ولنبذل كل قوتنا حتى نسلبه مجده". فحضر ملاك الرب للقديس وقال له: "تقو ولا يخف قلبك واخرج لمحاربة العدو لأن الرب معك ثم غاب عنه". أخذ الشيطان شكل ملك جليل وأرسل سبعون من جنده وقرعوا باب القديس فخرج إليهم وهو يتلو مزامير داود النبى ورشم عليهم علامة الصليب المقدس وقال لهم: "الرب يرسل لي عونا من السماء ويجازيكم". فحضرا رئيس الملائكة الجليل ميخائيل وغبريال وصارا يجلدونهم حتى صاروا يصرخون قائلين: "نحن مأمورون من رئيسنا فاطلقنا ولا نعود إليك ثانية". فلما رأى الشيطان ذلك صار مثل ريح، ومضى ومعه جنده هاربين إلى البرية، فترنم القديس بالمزمور: "دفعت لأسقط والرب عضدني قوتي وتسبحتي هو الرب وقد صار لي خلاصا لذا أنا أفرح بك وارتل لاسمك الممجد أيها الحي إلى الأبد". ثم عاد مرة ثانية وأثار ريحا عاصفة من الرمال حتى ردم مغارة القديس فرفع عينيه نحو السماء وسأل الرب قائلا: "أيها الرحوم المتحنن الذى سمع صلاة الثلاثة فتية في وسط النار وخلصتهم، الذى سمع صلاة دانيال النبي وهو في جب السباع وخلصه، الذى سمع صلاة يوسف في ضيق السجن وخلصته…اسمعني أنا أيضا وارسل لى ملاكك". فأتى رئيس الملائكة ميخائيل وأوثق الشيطان وجنده.. وقال للقديس: "هوذا الرب قد أسلم عدوك في يدك فافعل به ما تريد". ثم صعد للسماء. فقال القديس: "أيها العدو الذى يحارب القديسين، والعالم كله، حي هو الرب أنكم سوف لا تبرحون من هنا إلى أن تنقلوا هذه الرمال جميعها التي تحيط بالمغارة". وللوقت صار الشيطان مثل أسد وأخذ يحفر الرمال ويخرجها بعيدا إلى أن أتم تنظيف المغارة من الرمال وبعدها قال له: "لا أطلقك حتى أعذبك عوضا عن الأتعاب التي تجلبها على القديسين". صرخت الشياطين لرئيسها قائلة: "ألم نقل لك لا تجرب رجل الله أنبا هرمينا لئلا يصنع بك كما صنع بك رجل الله أنبا ببنوده الذى جعل الصخرة تسحقك بجبل طوخ". وانهم صرخوا للقديس بحق الصلح والسلام الذي استحقه ليطلق سبيلهم ولا يعودوا إلى ذلك المكان بعد الآن. فسبح الله قائلا: "لك السموات ولك الأرض وجميع الخلائق تسبحك، ثبت الجبال بأمرك ولم تدع أعداءنا يشمتون بنا لك المجد إلى الأبد |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|