ختم المؤرخ سوزومين حديثه هذا بقصة عجيبة، ربما انتشرت في القسطنطينية في تلك الآونة، وكان لها أثرها في خدمة الأسقف يوحنا، ملخصها أن رجلًا من التابعين لهرطقة مقدونيوس كان يسمع عظات يوحنا، فاِنجذب إليه ورجع إلى الإيمان الأرثوذكسي. وأما زوجته فبقيت في انحراف إيمانها. هدد الرجل زوجته بالانفصال عنها وهجرها إن بقيت في هرطقتها، فوعدته بقبول الإيمان المستقيم. وإذ دخلت الكنيسة وجاء وقت التناول من الأسرار المقدسة تظاهرت جاريتها بالصلاة في خشوعٍ، فأحنت رأسها وناولت سيدتها قطعة من الخبز كانت قد أحضرتها معها. وما أن وضعتها المرأة في فمها وحاولت مضغها، حتى تحولت بين أسنانها إلى قطعة من الحجر. للحال ارتعبت السيدة جدًا، وخشيت غضب الله، فذهبت مسرعة إلى الأب يوحنا البطريرك تعترف أمامه بكل شيءٍ، وقدمت له قطعة الحجر وآثار أسنانها عليه. وكانت تبكي بمرارة تسأل الغفران. يعلق سوزومين على الرواية بقوله: [من يظن في هذه القصة عدم صدقها يستطيع أن يختبر الحجر المذكور، فإنه لا يزال محفوظًا في خزينة القسطنطينية.]