رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وسط زحام الجرائد و المجلات , و تهافت الاخبار و الاراء .. قررت أن أعبر عن رأى فى مقاله , فبعد الثورة اصبح يمكننى أن اعبر عن رأى دون خشية من احد يقاضينى , وبالفعل امسكت بالورقة وقلمى المفضل و اعددت قهوتى المعتادة و جلست فى الشرفة ليداعب هوائها أفكارى فتخرج بصدق كلماتى ... و كتبت
" احداث تجرى بسرعة عقارب الساعة , يصعب عليك متابعتها و ..... " الورقة مازلت بيضاء و كأنى لم اكتب شئ .... فقلت فى نفسى لعلى أصابعى كانت رقيقة على الورقة , فكتبت بأكثر قوة " احداث تجرى بسرعة عقارب الساعة ..... " أندهشت من تكرار نفس النتيجة .. الورقة مازلت بيضاء , فقلت لعل الورقة لا تتحمل سخونة قلمى و لكن الورقة لم تشكو , قلمى هو من يأبى أن يكتب .. فسألته فى عتاب :- لماذا تعارضنى و لا تكتب .. أنها المره الاولى !؟ فرد فى خجل :- أخشى أن اكتب اليوم و أسجن غدا .. فضحكت و قلت :- لا تبالغ .. استسجن على رأى كتبت ؟ فرد :- نعم ..... إذا خالفتهم فى الرأى . فسألت فى سخرية :- من هم ؟؟ فرد فى انكسار لم اراه من قبل :- من لا يعرفون سوى الرأى الواحد و لا يسمعون سوى صوتهم .. من يحتكرون الحقيقة وحدهم و يؤمنون بالحرية فقط لأنفسهم .. من يرفعون الحرية شعار و لم نرى سوى القمع و من يأخذون من العدالة مظلة و لم يعاملون الا بالظلم .. من تاجروا بدمائنا و استحلوا عرض بناتنا ليصلون لمناصب و كراسى .. من خنقوا ابداعنا و جردوا افكارنا .. من الغوا عقولنا ليتاجروا بأدياننا .. من سرقوا ثورتنا و سلبوا فرحتنا و تحالفوا مع قاتلينا .. من فرقوا بيننا لتسود مصالحهم الشخصية و ان ضاع الوطن فلن يأبون .. من جعلونا بلا عقل ككرة فى ملعب بلا لاعب واحد محترف .. من استغلوا جهلنا ليتاجروا بأيمانا .. و من اقننعونا ان بين يديهم مفاتيح الجنة و النار . اغلقت أذنى قبل أن يغلق فمه , فلم احد اتحمل المزيد من كلامه .. و لكنى اردت ان اهون عليه الامر ... فقلت فى ابتسامة تخفى دموعى " ولكنى انا من يكتب و ليس انت , فإذا حكم على الرأى بالسجن انا من سيسجن مع رأئى وليس أنت .. فلا تخشى على نفسك , انت تؤدى دورك على الورق و ليس أكثر ." فضحك ضحكة سخرية و قال فى تهكم " أنا من يقف على المسرح و انت فى الكالوس , أنا من يعرفنى الكثير و انت القليل , أنا سأكون المجرم و المدان و انت ستأتى متأخرا .. إذا أتيت , نحن فى بلد مظاهر و ليس جواهر ... لم يمكننى أخفاء دموعى أكثر من ذلك و لم يمكنى أن اجيب بشىء ... هل اكرر عليه الشعارات المحفوظة " الثورة مستمرة , المجد للشهداء ...الخ , و انا اشعر اننا جميعا نسير فى جنازة الثورة . أن كان هذا هو مصير حرية الابداع .. القمع و السجن .. ففى أى طريق نسير ؟ و الى اى نتيجة سنصل ؟ القضية ليست قضية أشخاص و لكنها قضية مبدأ , فحرية الابداع حرية لا تمس خاصة بعد الثورة , و ان رأيت ان مبدع " ممثل , مخرج , مؤلف ..... ألخ " قد أخطأ ( من وجهة نظرك ) فليكن لك حق الرد بنفس الطريقة الابداعية دون المنع و القمع و السجن . إذا تغاضينا اليوم عن سجن الفنان , غدا سيكون اعلامى ثم كاتب و بعدها صحفى و يليها مدون و أخرها كاتب رأى على الانترنت ... الى ان تفصف الاقلام و تقطع الالسان و تجرد الافكار و لن يبقى سوى رأى واحد وبشكل واحد و من يخالفه سيكون عدو الوطن و عدو الله .... منقققققققققققققققول |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا تقل قد فشلت قل لم انجح بعد |
اوحد |
احتفالية جوجل عالمة الزلازل انجي لمان , الاحتفال بالذكرى 127 للعالمة انجي لمان |
هاي انجي |
انجح |