رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هأنذا بالإثم صوِّرت إليك وحدك أخطأت، والشر قدام عينيك صنعت، لكي تتبرر في أقوالك، وتزكو في قضائك... ( مز 51: 4 ، 5) لا شك أن جريمة داود ضد أُوريا كانت جريمة فظيعة جدًا. رجل يسند رأسه لينام على باب بيت داود، ومع ذلك يوصي داود بقتله (2صم11). جريمة مُريعة كان ثقلها جسيمًا على ضمير داود إذ رأى نفسه زانيًا أمام الله الطاهر القدوس. نعم نقول «أمام الله»، فهو قد نسيَ كل شيء آخر سوى هذا الأمر الواحد الذي نغّص عليه حياته، ومنع النوم عن أجفانه: «إليك وحدك أخطأت، والشر قدام عينيك صنعت، لكي تتبرر في أقوالك، وتزكو في قضائِكَ». هذا هو الانسحاق الصحيح الذي به يتبرر الله في إدانته العادلة لخطايانا بتقديم الذبيحة الإلهية الكاملة. ولكن لنلاحظ أن داود لا يقتصر على الاعتراف بخطاياه المُريعة أمام الله، بل هو أيضًا يعترف اعترافًا صحيحًا مصحوبًا بالشعور العميق بفساد الطبيعة التي ارتكبت هذه الخطايا «هأنذا بالإثم صًورت، وبالخطية حبلت بي أمي». قد يقول القارئ: ”ولكن أنا لم أرتكب جرائم مُريعة مثل هذه“. هذا ربما يكون صحيحًا، فأنت لم ترتكب جُرمًا ضد أُوريا، ولم تقتل حياته بعد أن سند رأسه لينام بباب بيتك. ولكن ما الذي فعله العالم الذي نحن جميعًا منه بحسب الطبيعة بذاك الذي كان مرة على الأرض مملوءًا نعمةً وحقًا، الذي مع أنه هو الصانع لكل الأشياء المنظورة وغير المنظورة، لم يكن له أين يسند رأسه؟ هل هناك من فظاعة وقساوة أشد وحشية من القساوة التي تمثلت في صليب ابن الله؟ وما هو موقفك أنت تجاه ابن الله؟ هل تركته خارجًا على الباب، أم فتحت له قلبك وقبلته فيه؟ وأ لم تكن فينا جميعًا هذه الرغائب الشريرة وتلك الشهوة الردية التي أثمرت هذه الأثمار التي نفزع منها؟ أوَ ليست الطبيعة التي بها حبلت بنا أمهاتنا هي فاسدة فسادًا كاملاً مثل طبيعة داود تمامًا؟ ضع الناس أمام الله وانظر إليهم فتراهم جميعًا مُذنبين ومحكومًا عليهم بالهلاك والدينونة (رو3). لقد اتخذ داود هذا المركز أمام الله وهو شاعر تمام الشعور بذنبه وخطيته، ولكن ما أعظم الفرق بينه وبين يهوذا الأسخريوطي. ففي يهوذا لم يوجد ولا فكر واحد بحسب قلب الله، لأن ندامته كانت ندامة اليأس التي لا رجاء فيها ولذلك كان نصيبه العذاب الأبدي. وأنت، يا عزيزي القارئ، لا يمكن إلا أن تكون لك إحدى حالتين! إما توبة داود، وإما ندامة يهوذا. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 52 - الافتخار بالإثم |
التذكير بالإثم! |
المحبة لا تفرح بالإثم |
..أن الرب دعا صموئيل فقال هأنذا. وركض إلى عالي وقال هأنذا لأنك دعوتني ( 1صم 3: 4 ،5) |
حد حس بالهبل اللى انا فيه دة |