رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندي الغنى والمجد والعظمة، والذين يبكرون إليَّ يجدونني (أمثال 8/17) يقول اروح القدس: يا أختي العروسة، جرحتي قلبي بإحدى عينيكِ. (نشيد4/9) * في الأتضاع العميق الذي أتصفت به والدة الإله* أن القديس برنردوس يقول: أن التواضع هو أساس أبتناء الفضائل: وهذا بكل صوابٍ. لأنه من دون التواضع لا يمكن أن توجد فضيلةٌ ما حقيقية في نفس إنسانٍ ما أصلاً. فالأتضاع اذ يمتلك فمعه تمتلك الفضائل بأسرها، واذ يهرب المرء فتهرب معه الفضائل كلها. ومن ثم كتب القديس فرنسيس سالس للطوباوية يوفانا شيناتال الراهبة قائلاً: أن الله بهذا المقدار يحب فضيلة التواضع. حتى أنه تعالى أينما يراها موجودةً يبادر نحوها بأسراع: فهذه الفضيلة الجليلة الجميلة الضرورية قد كانت فيما مضى مجهولةً في العالم. ولكن قد جاء أبن الله عينه الى الأرض لكي يوطدها ويعلم بها بواسطة نموذجه، وأراد منا أن نجتهد في أقتفاء أثره بنوع خاص في هذه الفضيلة بقوله لنا: تعلموا مني فأني وديعٌ ومتواضع القلب: (متى ص11ع29) ومن حيث أن مريم العذراء قد كانت هي التلميذة الأولى ليسوع، ووجدت هي الأكمل والأعظم فيما بين تلاميذه في الفضائل كلها. فهكذا كانت فضيلة تواضعها الأساسية عميقةً في الغاية، ومن أجل هذه الفضيلة التي تلألأت هي بها بنوعٍ فريدٍ قد استحقت أن ترفع فوق المخلوقات بأسرها. وقد أوحى الى القديسة ماتيلده: بأن الفضيلة الأولى التي وضعتها بالعمل هذه البتول المجيدة منذ طفوليتها قد كانت فضيلة الأتضاع.* |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|