رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إيمان يهوشافاط يا رب إله آبائنا أما أنت هو الله في السماء وأنت المتسلط على جميع ممالك الأمم وبيدك قوة وجبروت وليس مَنْ يقف معك ( 2أخ 20: 6 ) يا لها من حقيقة أساسية عظيمة أن الإيمان يمكن أن يعتمد دائماً على الله، وأن الله يُجيب الإيمان دائماً. ولنذهب إلى 2أخبار20 لنجد مثلاً واضحاً وجميلاً على ذلك، حيث نرى يهوشافاط تحت ضغط ثقيل للغاية، فقد أتى بنو موآب وبنو عمون والذين من جبل سعير على يهوشافاط للمحاربة، وليطردوا شعب الله من الأرض التي أعطاهم الرب إلههم ليمتلكوها (ع10،11). وهنا تبرز حقيقتنا لعين الإيمان، لتنفض كل ما يحجب النور، أنه، وإن كان المشهد كئيباً ملبَّداً بالغيوم، غير أن ما زال للإيمان أن يعتمد على الله؛ إذ هو المصدر الذي لا ينضب كل وقت وتحت أي ظروف "الله لنا ملجأ وقوة، عوناً في الضيقات وُجد شديداً" ( مز 46: 1 ). هذا إذاً، كان المصدر الذي إليه التجأ يهوشافاط في يوم ضيقه، بذاك الإيمان الجاد الذي لا يفشل أبداً في اجتذاب قوة وبركة الإله الحقيقي لمواجهة كل طوارئ الطريق. "فخاف يهوشافاط وجعل وجهه ليطلب الرب" (ع3). وربما ألقى عدو الخير في ذهن يهوشافاط تساؤلاً مثل: "لقد كان الأمر مقبولاً أن يطلب يشوع وداود وسليمان طلبات إيمان، عندما كان الشعب واحداً، وراية يهوه ترفرف بالانتصار فوق الاثني عشر سبطاً، لكن الأمور قد تبدّلت بشكل مؤسف، فهل لي أن أقف على ذات الأرضية الصلبة وأطلب بنفس القوة وحالتنا هكذا؟ لكن ما هي إجابة الإيمان عن ذلك؟ إجابة بسيطة، لكن قوية في ذات الوقت: أن الله لا يتغير أبداً، إنه "هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد". أليس هو الذي وعد بالأرض لإبراهيم ونسله إلى الأبد؟ (ع7). ألم يؤكد على وعده مراراً بكلمته وقسمه، الأمران عديمي التغير؟ لا شك في كل هذا. لقد وعد الله إبراهيم وعداً غير مشروط. على هذه الأرض الصلبة وقف يهوشافاط، وكم كان مُحِقاً، فقد كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يصلح له أن يفعله. لم يتزعزع ولا قيد شعرة عن تلك الأرضية. وهكذا الإيمان لا يعوِّل على ما هو الإنسان أو حالته، إنه لا يعتمد على تلك الحياة الفانية، إنه يحيا ويتحرك، بل ويكتسب وجوده، من محضر الله الحي. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|