رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس اندريانوس وزوجته القديسة أناطوليا
ليس عجيبًا أن يتأثر أدريان Adrian أو أدريانوس بالشهداء المسيحيين فيتحول من اضطهاده لهم إلى الاشتياق للاستشهاد معهم وإنما ما هو أعجب دور زوجته ناتاليا التي كانت بفرح تسنده حتى ينعم الاثنان بالإكليل. أدريانوس والشهداء جاء مكسيميانوس إلى نيقوميديا ليشرف بنفسه على تعذيب المسيحيين فيها، فكان يتوعد بالموت كل وثني لا يخبره بأسماء المتنصرين، فكانت المدينة في حالة مرة من الضيق. سلم الأصدقاء أصدقاءهم والأقرباء أقرباءهم للموت. وكان أدريانوس أقسى أعداء المسيحيين يُمتع نظره بعذاباتهم، لكن صبرهم وفرحهم أثناء الضيق هزّ أعماق نفسه الداخلية. صار يسأل المعترفين أثناء تعذيبهم عن سرّ الرجاء الذي فيهم حتى تأثر بهم، وخرج من المحفل ليكتب اسمه في سجل المسيحيين الذين يُقدَمون للاستشهاد. إذ بلغ الخبر الملك مكسيميانوس شريك دقلديانوس لم يصدق ذلك، لذا استدعاه ليقول له: "أصحيح أنك جننت مثل المسيحيين حتى أنك تريد أن تموت تحت العذاب الأليم؟" أجاب أدريانوس: "لست بمجنون إنما كنت في جهل وغباوة حين كنت أعبد الأوثان، والآن انكشف عن عيني حجاب الجهل واستنرت بضياء الحكمة لأعبد السيد المسيح الإله الحق". أدريانوس وناتاليا Natalia:أمر مكسيميانوس بإلقاء أدريان في السجن مع بقية المسجونين، وكان عمره في ذلك الوقت حوالي 28عامًا. سمعت زوجته ناتاليا أو أناطوليا بالخبر فانطلقت بفرح إلى السجن لتخر أمامه عند قدميه وتقّبل القيود، وهي تقول: "حقًا إنك لسعيد إذ ربحت سيدنا يسوع المسيح، وبه ربحت كل الخيرات... إياك أن يتغير عزمك المقدس، فتخسر المواعيد المقدسة الإلهية"، ثم التفتت إلى بقية المعترفين وسألتهم أن يسندوا رجلها بنصائحهم وصلواتهم. سألها أدريانوس أن ترجع بيتها، قائلًا لها أنه سيستدعيها عندما يأتي وقت رحيله. بعد أيام قليلة إذ أدرك أدريانوس أن وقت رحيله قد أزف، دفع للجند مالًا لكي يضمنه أحدهم، ويتحدث مع زوجته ويرجع سريعًا. وفي الطريق إذ رآه صديق أسرع ليخبر زوجته فحزنت جدًا، إذ ظنت أنه خار وأنكر مسيحه، لذا أغلقت الباب ووبخته وهي في الداخل. أما هو فقال لها: "افتحي الباب يا أختي ناتاليا، فلست هاربًا من الاستشهاد كما تظنين، لكنني أتيت لآخذك معي..." وإذ تأكدت من صدق كلامه فتحت له الباب وهنأته على ما سيناله من مجد. انطلق الاثنان إلى السجن، وفي الطريق سألها أدريانوس: "ماذا فعلتي يا أختي بأموالنا؟" أجابته القديسة ناتاليا: "أسألك ألا تدع ذهنك يفكر في أمر زمني، لئلا يصرفك هذا عن قصدك الحميد، إنما لتكن كل أفكارك في الخير الأبدي المعد لك في الملكوت". أُحضر أدريانوس أمام مكسيميانوس أكثر من مرة ليجلده بالسياط، وكانت زوجته تشجعه. أمر الملك بتقطيع أطراف جميع المسجونين وإذ خشيت ناتاليا لئلا ينهار رجلها حين يرى الآخرين وقد بُترت أعضائهم توسلت للجندي أن يبدأ برجلها، وأمسكت بقدميه ليبترهما، ثم سألت رجلها أن يمد ذراعيه بنفسه فبترهما... وأسلم الروح. أمر الملك بحرق كل الأجساد حتى لا يكرمهم المسيحيون، فحدثت زلزلة هرب على أثرها الجميع ماعدا ناتاليا وبعض النسوة الفاضلات اللواتي أخذن الأجساد، وقد نقلت إلى أرجيربوليسArgyropolis عند بوسفورسBosphorus بالقرب من بيزنطة حيث دفنت هناك. بعد شهور قليلة تعرضت ناتاليا لمتاعب كثيرة من أحد موظفي البلاط بنيقوميديا إذ كان يطلب الزواج منها، وقد رفضت بإصرار. أخيرًا رحلت إلى أرجيروبوليس حيث رقدت هناك بسلام ودفنت مع الشهداء. يحتفل اللاتين بعيد أدريان وناتاليا في 8 سبتمبر كعيد لنقل رفاتهما إلى روما، ويحددوا يوم 4 مارس كيوم استشهاد أدريان وأول ديسمبر عيد نياحة ناتاليا. القدّيسان أدريانوس ونتاليا الشّهيدان كان القدّيس أدريانوس ضابطاً كبيراً في الجيش الرّومانيّ. كان في الثّامنة والعشرين حين استُشهد. عاش مع زوجته ناتاليا في نيقوميذية، العاصمة الشّرقيّة للأمبراطوريّة، في مطلع حملة اضطهاد مكسيميانوس للمسيحيّين. كان الأمبراطور قد أمر باعتقال ثلاثة وعشرين مسيحيّاً اختبأوا في مغارة وأخضعهم لكافّة أنواع التّعذيب. إذ حضر أدريانوس المشهد سألهم: لأيّ سبب تعانون هذه العذابات الرّهيبة؟ أجابوه: نكابد كلّ ذلك لنحظى بالأطايب التي يدّخرها الله للذين يتألّمون من أجله، وهي أطايب لا طرقت سمعَ الأذن ولا عبّر عنها لسان. على الأثر اتّقدت روح أدريانوس بالنّعمة الإلهيّة فطلب من الكتبة أن يضمّوا اسمه إلى أسماء المسيحيّين وهتف: سيكون لي سرور أن أموت معهم من أجل محبّة المسيح! للحال كبّلوه وألقوه في السّجن في انتظار الحكم عليه. لمّا علمت ناتاليا، زوجته، بأنّه أُوقف انفجرت باكية لأنّها ظنّت أنّه أُوقف لشائنة ارتكبها. ولكنْ لمّا قيل لها إنّه من أجل اعترافه بالمسيح أُوقف، للحال لبست ثياب العيد وحثّت الخطى إلى السّجن. قبّلت قيود أدريانوس ومدحت تصميمه وشجّعته على الثّبات في المحن التي تنتظره. وبعد أن طلبت من الشّهداء الباقين أن يُصلّوا من أجل زوجها، عادت إلى بيتها. لمّا أخذ أدريانوس علماً بحكم الموت في حقّه، سُمح له بالذّهاب إلى بيته وإعلام زوجته بموعد تنفيذ الحكم. حالما رأته حرّاً ظنّت أنّه أُطلق سراحه لنكرانه المسيح فأوصدت الباب لتمنعه من الدّخول. قالت له: "من يُنكرني قدّام الناس أنكره، أنا أيضاً، قدّام أبي الذي في السّموات" (متّى 33:10). ولكنْ لما أفضى لها بحقيقة الأمر فتحت له وضمّته ولحقته إلى مكان العذاب. مَثَل المغبوط، بعد أيّام، أمام الأمبراطور. بعد أن اعترف بالإيمان بيسوعِ بشجاعة جُلِد جلداً عنيفاً. وكانت ناتاليا والشّهداء الآخرون يقولون له: لا تخشَ التّعذيب. لا يدوم الألم طويلاً أمّا الرّاحة فإلى الأبد. على هذا بقي شهيدُ المسيح غيرَ متزعزع. لمّا أُعيد الشّهداء القدّيسون إلى السّجن جرّاً لعجزهم عن السّير على أقدامهم، ادّهنت ناتاليا، بوقار، بدم زوجها كما لو كانت تدّهن بطيب ولا أثمن. ثمّ إنّ نسوة تقيّات جئن وضمّدن جراح المعترفين الأماجد في سجنهم. فلمّا أخذ الأمبراطور علماً بذلك أمر بعدم السّماح لهنّ بالدنّو من المكان. أمّا ناتاليا فقصّت شعرها ولبست زيّ الرجال. وإذ تمكّنت من دخول السّجن اعتنت بالشّهداء، وقد صنعت النّسوة التّقيّات الشّيء نفسه. فلمّا درى الأمبراطور بما صنعن ساءه أن يكون للمساجين بعض عزاء فأمر بسحق سوقهم في ملازم. هكذا قضى الشّهداء جميعاً تحت وطأة التّعذيب. وجاء دور أدريانوس فشدّدته ناتاليا. وإذ قطعوا ذراعه أسلم الرّوح وانضمّ إلى جوق الشّهداء الذين سبقوه. أمر الطّاغية بإتلاف بقايا القدّيسين بالنّار، ولكن تمكّنت ناتاليا من اختلاس ذراع زوجها المقطوعة. ثمّ إنّ مطراً عنيفاً نزل فجأة وأطفأ النّار. وإنّ مسيحيّاً اسمه أفسافيوس نجح في الحصول على البقايا المقدّسة فنقلها إلى أرغيروبوليس القريبة من بيزنطية. هناك واراها الثّرى بإكرام. وقد ورد أنّ الأمبراطور أراد ناتاليا زوجة له لكنّها، بشفاعة القدّيس أدريانوس، نجت وانتقلت إلى أرغيروبوليس حيث ضمّت ذراع زوجها إلى بقيّة جسده. عاشت هناك بمعيّة نسوة تقيّات. ثمّ بعد علّة خفيفة رقدت في الرّبّ وانضمّت إلى ركب الشّهداء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الشهيد القديس اندريانوس |
تصميم | القديس الشهيد اندريانوس |
القديسة ثاؤغنسطا وشفاء ابن الحاكم وزوجته |
القديس ثيؤفيلس وزوجته| تصميم |
القديس اندريانوس |