فيها يفرح الإنسان بعطايا الله له: زوجة، أولاد، صحة، ممتلكات، مواهب. كما يفرح بإشباع احتياجاته الضرورية: أكل، شرب، جنس، قبول الآخرين له، علاقات اجتماعية.
ويفرح باجتهاده وتحقيق طموحاته ونجاحه، وهذا حقه الشرعي؛ إلا أن جميع هذه الأفراح مؤقَّتة يتبعها مزيد من الشعور بالاحتياج. ولعل أقرب النماذج لهذا النوع من الفرح نجده في سليمان الملك، الذي أخذ من عطايا ومباهج الحياة أقصاها، وقرَّر أن يمتِّع نفسه حتى آخر الشوط منها، وعمل لنفسه ما لم يعمله آخر قبله أو بعده، مستخدمًا ما عنده من إمكانيات لم يكن لها نظير.
إلا أن تقريره النهائي بعد كل هذا «ثُمَّ الْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي الَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ، وَإِلَى التَّعَبِ الَّذِي تَعِبْتُهُ فِي عَمَلِهِ، فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ (يبعث على الانقباض والخواء)، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ!» (جا2: 11). وهذه هي النتيجة الحتمية لكل مَن يجعل الأفراح الإنسانية هدفه.