«حاملين فوق الكل ترس الإيمان،
الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة»
( أفسس 6: 16 )
لقد قدَّم إبراهيم وحيده إسحاق على المذبح، وهو مُجرَّب ( عب 11: 17 ). ولا شك أن الشيطان كان يُشدِّد الهجوم عليه بأفكار سوداء عن الله، ويُوجِّه سهامه المُلتهبة إلى قلبه. كيف بعد السير الطويل مع الله، وبعد ما أظهره إبراهيم من طاعة ومحبة وتقوى وإيمان، وغربة وانفصال عن العالم، وشهادة عَطِرة، كيف بعد كل هذا يطلب منه هذا الطلب؟! ولماذا؟! ما الذي فعله إسحاق حتى يُذبَح ويُحرَق بتمامه على المذبح؟! إنه لم يُسمَع في كل التاريخ أن الله طلب مثل هذا الأمر من أي إنسان. ولماذا أعطاه إسحاق أصلاً وقال له: «بإسحاق يُدعى لك نسل»؟ كانت هذه الخواطر وأكثر منها تعتمل في نفس إبراهيم، خليل الله، وكانت كافية لسحق روح أي إنسان، وليس إبراهيم فقط، إذا كان يسلك بالعيان. لكن إبراهيم البطل ذهب في طريقه إلى جبل المُريَّا، وكان يسير بالإيمان وليس بالعيان. لقد كان حاملاً ”تُرس الإيمان“، وبه فقط استطاع أن يُطفئ كل سهام الشرير المُلتهبة. لذلك قال للغلامين بكل هدوء: «اجلسا أنتما ههنا مع الحمار، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما» ( تك 22: 5 ).