رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الفرح الحقيقي «كَلَّمْتكُمْ بِهَذا لِكَيْ يَثبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ» ( يوحنا 15: 11 ) الفرح الحقيقي نصيب دائم غير مُتقطع للمؤمن الحقيقي المولود من الله «اِفْرَحُوا كُلَّ حِينٍ» ( 1تس 5: 16 ). واللحظة التي يُحرَم فيها المؤمن من هذا الفرح، فهذا يعني أن هناك شيء خطأ. المؤمـن - حتى في أفضل حالاته - ليس مستودعًا أو مخزنًا لهذا الفرح. لكن المسيح هو مخزن ومستودع أفراح المؤمن. والمؤمن يستمد أفراحه من حجم اتصاله بهذا المستودع غير المحدود، الذي هو المسيح. والإيمان هو الوسيلة التي يتصل بها المؤمن بالسماء وبالمسيح. فرح المؤمن هو من نفس نوع فرح المسيح الذي كان يعيش به على الأرض، والذي لم يُفارقه لحظة، لأنه أخذ نفس نوعية حياة المسيح «كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَي يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ». هو فرح في شخص وليس في عطية، فجميع عطايا الدنيا بدون المسيح لا تأتي به. ولو حُرم المؤمن من كل العطايا في الوجود، فهذا لا ينزع هذا النوع من الفرح. وهو فرح سماوي وليس أرضي. وهو دائمًا مرتبط بسلام الله الذي يَسري في النفس مهما كانت الظروف «اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ .. لاَ تَهْتَمُّوا بِشَـيْءٍ .. وَسَلاَمُ اللهِ .. يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ .. فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ». المرض أو الألم أو الظلم أو التجارب المتنوعة لا تُعيق سريان هذا الفرح. عندما كان بولس وسيلا في السجن وأرجلهما في المقطرة، هذا لم يمنع قلبهما من الاستمتاع بهذا الفرح، فكانا «نَحْوَ نِصْفِ اللَّيْلِ .. يُصَلِّيَانِ وَيُسَبِّحَانِ اللهَ (بصوتٍ مسموع)، وَالْمَسْجُونُونَ يَسْمَعُونَهُمَا» ( أع 16: 25 ). وهذا ما حدث مع التلاميذ بعدما جلَدوهم وأطلقوهم «أَمَّا هُمْ فَذَهَبُوا فَرِحِينَ (رغم الجلدات الكثيرة) ... لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ» ( أع 5: 41 ). هذه الأشياء كلها يمكن أن تمنع الأفراح الإنسانية العادية. لكنها لا تمنع أفراح السماء. أفراح العالم تستهلك القوة. أما هذا النوع من الفرح فهو يُجدِّد القوة في كيان المؤمن ويربطه أكثر بالسماء «لأَنَّ فَرَحَ الرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ». الأفراح الإنسانية يحاول الشخص الحصول عليها، وينفق في طريق ذلك. أما الفرح المسيحي الحقيقي فهو يتدفق تلقائيًا في كيان المؤمن الروحي طالما المسيح أمام العين والقلب. فالمسيح بكل ما فيه يُفرِّح القلب، وعنايته الفائقة في حمله للمؤمن كل الطريق تُفرِّح القلب. مركز المؤمن في السماء مع المسيح يُفرِّح القلب. وهكذا هو فرح نابع من إدراك واعي ليقينيات ثابتة لا تتزعزع. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|