رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتب معلمنا لوقا الإنجيلى فى سفر أعمال الرسل عن ظهورات السيد المسيح لتلاميذه بعد القيامة: “الذين أراهم أيضاً نفسه حياً ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوماً ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله” (أع1: 3). لم يصعد السيد المسيح بعد قيامته مباشرة إلى السماء، بل مكث على الأرض أربعين يوماً وهو يظهر لتلاميذه، لكى تفرح الكنيسة بعريسها السماوى فى قيامته المجيدة وتصبح القيامة يقيناً حقيقياً فى ضمير الكنيسة وذاكرتها.. لأن القيامة هى مصدر القوة والرجاء وموضوع الشهادة فى حياة الكنيسة، إلى أن يأتى الرب فى مجيئه الثانى للدينونة واستعلان ملكوت الله. عاشت الكنيسة أحلى أيامها والعريس الممجد بالقيامة معها، يفرحها ويعزّيها ويمسح أحزانها.. يقويها ويشجعها.. يعلمها ويشوقها لأمجاد السماء.. ويتكلم معها عن الأمور المختصة بملكوت الله.. ملكوت الله الذى يبدأ فى قلب الإنسان بقبول سكنى الروح القدس فيه.. وينتهى بدخول الإنسان إلى الملكوت السماوى ليبتهج مع المسيح فى مجده.. أى فى شركة ميراث القديسين فى النور.. فى فرح لا ينطق به ومجيد. فى نهاية الأربعين يوماً أبصرت الكنيسة عريسها منطلقاً نحو السماء، ليدخل إلى المجد كرئيس كهنة أعظم، شفيعاً فى المقادس السمائية. مع الوعد بإرسال الروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير. وهذا ما حدث فى اليوم الخمسين. هذا العدد الأربعين له دلالة عميقة، إلى جوار لزوم بقاء المسيح القائم أياماً عديدة ليبرهن على قيامته للتلاميذ. لقد صام السيد المسيح أربعين يوما، كما صام موسى النبى أربعين يوماً، وكما صام إيليا النبى أربعين يوماً. ولقد مكث الشعب الإسرائيلى أربعين سنة فى برية سيناء، منذ خروجهم من أرض مصر إلى أن دخلوا أرض كنعان. “وكان الزمان الذى ملك فيه داود على إسرائيل أربعين سنة. فى حبرون ملك سبع سنين، وفى أورشليم ملك ثلاثاً وثلاثين سنة” (1مل2: 11). وكان عمر موسى أربعين سنة حين هرب إلى البرية (انظر أع7: 23)، ومكث فيها أربعين سنة يرعى الغنم (انظر أع7: 30)، ثم دعاه الرب وصار قائداً ونبياً لشعب إسرائيل أربعين سنة ثالثة فكانت كل أيام حياته مائة وعشرين سنة (انظر تث34: 7). وفى مناداة يونان على مدينة نينوى للتوبة قال لهم منذراً: “بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى” (يون3: 4). وكان يونان رمزاً للسيد المسيح فى مناداته للعالم بالإيمان والتوبة وقبول خلاص الله بالفداء. وفى أيام نوح جلب الرب طوفاناً على الأرض لسبب كثرة شرور الناس ومعاصيهم، وجدد الحياة على الأرض مرة أخرى بواسطة نوح وبنيه “وكان المطر على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة” (تك7: 12)، “وكان الطوفان أربعين يوماً على الأرض وتكاثرت المياه ورفعت الفلك. فارتفع عن الأرض” (تك7: 17). هكذا غمرت أمجاد القيامة الأرض أربعين يوماً حتى ارتفع الفلك الحقيقى-جسد ربنا يسوع المسيح- الذى به صار خلاص العالم كله وتجديد الحياة على الأرض مرة أخرى. إن رقم أربعين من الناحية العددية هو رقم عشرة مكرراً أربع مرات أو هو رقم أربعة مكرراً عشر مرات أى مضروباً فى عشرة
وكذلك يشير إلى الأناجيل (أى البشائر الأربعة التى دبر الرب كتابتها من أجل الكرازة بالإنجيل فى كل أرجاء المسكونة. وإذا عدنا إلى عرش الله والأربعة الأحياء غير المتجسدين: فالذى له وجه إنسان يشير إلى إنجيل متى والذى له وجه العجل يشير إلى إنجيل لوقا والذى له وجه الأسد يشير إلى إنجيل مرقس والذى له وجه النسر يشير إلى إنجيل يوحنا.
فرقم أربعين يشير إلى عمل المسيح من أجل الكثيرين فى أرجاء المسكونة كلها من مشارق الشمس إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب. وفى صومه الأربعينى صام من أجل المسكونة كلها. وعلى الصليب سُمّر الكاهن والذبيح من أجل حياة العالم كله. وفى بقائه أربعين يوماً على الأرض بعد القيامة بقى من أجل المسكونة كلها. وكل ما عمله السيد المسيح بتجسده وموته الكفارى وقيامته وصعوده، فهو من أجل حياة العالم وخلاص العالم كله.. ليس لليهود فقط بل للأمم أيضاً.. لكل من يقبل محبته ويؤمن به ويطيع وصاياه وتكون له الحياة الأبدية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قوة القيامة القوة دي مش براك |
لك القوة يا مصدر القوة والمجد يا مُعطي المجد والبركة يا نبع البركات |
اعطيهم القوة والايمان والرجاء |
القيامة مصدر القوة |
سيعطيك الرب القوة والرجاء لتثبت |