“فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر. وكان الاثنان يركضان معاً. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولاً إلى القبر. وانحنى فنظر الأكفان موضوعة، ولكنه لم يدخل” (يو 20: 3-5)
لماذا انحنى التلميذ لكى ينظر داخل القبر. معنى ذلك أن باب القبر كان منخفضاً بصورة تحتم الانحناء.
وتكرر نفس الكلام بالنسبة لمريم المجدلية “أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجاً تبكى. وفيما هى تبكى انحنت إلى القبر” (يو20: 11).
من أراد أن يؤمن بالرب القائم من الأموات.. يؤمن بالفداء وبموت الرب وقيامته، ينبغى أن ينحنى أمام هذه الحقيقة الفائقة للوصف. لا يستطيع أن يقبل الإيمان إلا القلب المنكسر والمتواضع، لأن “يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة” (يع4: 6).
إن من يزور الأديرة القديمة يلاحظ أن باب الدير الخارجى وباب الكنيسة دائماً يكون منخفضاً، ويُلزِم الداخل بالانحناء.. أليس هذا هو بداية الطريق الروحى: المسكنة بالروح؟!
واحد عند الرأس والآخر عند الرجلين
“فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين، واحداً عند الرأس، والآخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعاً” (يو 20: 12).
جسد الرب يسوع هو السلم الموصل من الأرض إلى السماء. هكذا رآه الأب يعقوب بروح النبوة والملائكة صاعدة ونازلة عليه.
وقيل أيضاً إن “السماء هى كرسى الله والأرض هى موطئ قدميه” (انظر مت 5: 34، 35).
فالملاك عند موضع الرأس يشير إلى السماء حيث كرسى الله. والملاك عند موضع القدمين يشير إلى الأرض حيث تجسد السيد المسيح وصنع الفداء.
كان من الممكن أن تملأ الملائكة قبر السيد المسيح ولكن وجود الملاكين بهذه الصورة يرفع عقولنا نحو هذه الحقيقة: إن جسد يسوع هو الطريق المؤدى من الأرض إلى السماء.. هكذا أظهرت لنا ملائكة القيامة.
وقد اعتادت الكنيسة أن تضع شمعدانين منيرين فوق المذبح أثناء الخدمة الطاهرة، وهذان الشمعدانان يرمزان إلى ملائكة القيامة.
نفس الأمر تمارسه الكنيسة عند قراءة الإنجيل المقدس.
حقاً لقد جمع السيد المسيح ما فى السماوات وما على الأرض بخلاصه العجيب.