في مثل هذا اليوم 4 كهيك استشهد القديس إندراوس الرسول أخي بطرس ، وقد اختير علي إن يمضي إلى مدينة اللد وإلى بلاد الأكراد ، فدخل مدينة اللد ، وكان أكثرها قد أمن علي يدي بطرس، وكان معه تلميذه فليمون ، وهو شجي الصوت حسن المنطق ، فأمره إن يصعد المنبر ويقرا ، فلما سمع كهنة الأوثان بمجيء إندراوس الرسول ، اخذوا حرابهم وأتوا إلى الكنيسة ووقفوا خارجا ليسمعوا ما إذا كان يجدف علي آلهتهم أم لا ، فسمعوه يقرا قول داود النبي "أصنامهم فضة وذهب عمل أيدي الناس ، لها أفواه ولا تتكلم ، لها أعين ولا تبصر ، لها أذان ولا تسمع ، لها مناخر ولا تشم ، لها أيد ولا تلمس ، لها أرجل ولا تمشي ولا تنطق بحناجرها ، مثلها يكون صانعوها بل كل من يتكل عليها "، فابتهجت قلوبهم من حسن صوته ، ولانت عواطفهم ، ودخلوا الكنيسة وخروا عند قدمي إندراوس الرسول ، فعلمهم ومن ثم أمنوا بالسيد المسيح ، فعمدهم وكل من بقي من عابدي الأوثان، ثم خرج من عندهم وأتى إلى بلاد الأكراد ومدن اكسيس وارجناس واسيفوس ، وكان قد مضي مع برثولماس قبل ذلك إلى مدينة عارينوس ، وكان أهلها أشرارا لا يعرفون الله ، فلم يزالا يبشرانهم ويعلمانهم حتى اهتدي إلى معرفة الله جمع كثير منهم بسبب الآيات والعجائب التي صنعاها أمامهم ، أما الذين لم يؤمنوا فقد تآمروا عليه ، وأرسلوا يستدعونه حتى إذا اقبل عليهم يهجمون عليه ويقتلونه ، فلما وصل إليه الرسل وسمعوا تعاليمه القيمة ، ورأوا بهجة وجهه النورانية ، آمنوا بالسيد ولم يعودوا إلى الذين أرسلوهم .
حينئذ عزم غير المؤمنين علي الذهاب إليه وحرقه ، فلما اجتمعوا حوله لتنفيذ عزمهم ، صلي الرسول إلى الرب فرأوا نارا تسقط عليهم من السماء ، فخافوا وآمنوا، وشاع ذكر الرسول في جميع تلك البلاد وأمن بالرب كثيرون ، ومع هذا لم يكف كهنة الأوثان عن طلب إندراوس، حيث ذهبوا إليه وأوثقوه وضربوه كثيرا ، وبعد إن طافوا به المدينة عريانا القوه في السجن ، حتى إذا كان الغد يصلبونه ، وكانت عادتهم إذا أماتوا أحدا صلبا فانهم يرجمونه ايضا فقضي الرسول ليله يصلي إلى الله ، فظهر له السيد المسيح