رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم العذراء أمّ المسيح المولود في بيت لحم (متى 2/ 1-6؛ ميخا 5/ 1-3) يتكلّم متّى على ميلاد المسيح في بيت لحم، ثمّ يذكر نبوءة لميخا النبيّ تتحدّث عن الموضوع نفسه: “وأنتِ يا بيت لحم، أرض يهوذا، لست الصغرى في مدن يهوذا الرئيسيّة، لأنّه منكِ يخرج زعيم سوف يرعى شعبي إسرائيل، وأصوله منذ القديم، منذ أيّام الأزل. لذلك يتركهم إلى حين تلد الوالدة، فترجع بقيّة إخوته إلى بني إسرائيل، ويقف ويرعى بعزّة الربّ، وبعظمة اسم الربّ إلهه، فيكونون ساكنين، لأنّه حينئذٍ يتعاظم إلى أقاصي الأرض” (مي 5/ 1-3). يتنبّأ هذا النصّ عن أمجاد بيت لحم تلك القرية الوضيعة التي سيولد فيها من سيملك على إسرائيل، وعن أمجاد عشائر يهوذا التي تعيش الآن في البؤس وكأنّ الله قد تخلّى عنها (“لذلك يتركهم”، أي يتركهم الله). ولكنّ الله سيعيد إلى سلالة داود أمجادها القديمة. وهذا ما تعنيه عبارة “أصوله منذ القديم”. فداود يعود إلى بوعز وراعوت (راجع راعوت 4/ 11-21). وذلك سيتحقّق بعد أن “تلد الوالدة”، أي أمّ المسيح. “الوالدة” التي يرد ذكرها في هذا النصّ هي نفسها “علما” أشعيا 7/ 14. فإنّ ميخا معاصر لأشعيا. لذلك يجب القول إنّ هذه اللفظة أيضًا تحتوي على معنيين: الأوّل تاريخي، والثاني نبويّ يدلّ على أمّ المسيح الذي “يقف ويرعى بعزّة الربّ وبعظمة اسم الربّ إلهه”. هذا النصّ هو، على غرار نصّ أشعيا، من النصوص الأساسيّة التي رأى فيها التيّار الماسيوي في العهد القديم نبوءة عن مجيء المسيح. ويعتبر إنجيل متّى تحقيق هذه النبوءة في ميلاد يسوع في بيت لحم، وتأكيدًا أنّ يسوع هو المسيح المنتظر. في هذه النظرة يبدو دور مريم أمّ المسيح مرتبطـًا بتحقيق قصد الله في إرسال المسيح لخلاص البشر. والمسيح لم يأتِ فقط لخلاص الشعب اليهوديّ، بل جاء ليخلّص جميع البشر. وهذا ما تشير إليه رواية المجوس الذين يمثـّلون الشعوب الوثنيّة ومجيئهم من المشرق للسجود للمسيح. فمريم العذراء هي أمّ المسيح الولود في بيت لحم، الذي هو ملك جميع الشعوب ومخلّصها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|