رموز مريم العذراء في العهد القديم(1)
\\
نص الإنجيل
38وفيما هُم سائرونَ دَخَلَ قريةً، فقَبِلَتهُ امرأةٌ اسمُها مَرثا في بَيتِها. 39وكانَتْ لهذِهِ أُختٌ تُدعَى مَريَمَ، التي جَلَسَتْ عِندَ قَدَمَيْ يَسوعَ وكانَتْ تسمَعُ كلامَهُ. 40وأمّا مَرثا فكانَتْ مُرتَبِكَةً في خِدمَةٍ كثيرَةٍ. فوَقَفَتْ وقالَتْ: “يارَبُّ، أما تُبالي بأنَّ أُختي قد ترَكَتني أخدُمُ وحدي؟ فقُلْ لها أنْ تُعينَني!”. 41فأجابَ يَسوعُ وقالَ لها:”مَرثا، مَرثا، أنتِ تهتَمِّينَ وتضطَرِبينَ لأجلِ أُمورٍ كثيرَةٍ، 42ولكن الحاجَةَ إلَى واحِدٍ. فاختارَتْ مَريَمُ النَّصيبَ الصّالِحَ الذي لن يُنزَعَ مِنها”. (لوقا 10: 38-42)
نص التأمل
رموز مريم العذراء في العهد القديم (1)
مازلنا نواصل سلسلة تأملاتنا عن امنا العذراء، حيث يقودنا تأمل لآخر في سلاسة ويسر وكأنها سفينة تمسك العذراء بدفتها وتقودها رياح الروح لتصل بنا إلى ميناء الخلاص تأملنا بالأمس في أبرز النبوءات التي وردت عن مريم العذراء بالعهد القديم وهي كثيرة…تعالوا اليوم نتأمل في رموز كثيرة تفي العهد القديم استخدمتها الكنيسة من القرون الأولى ورأت فيها أمورا تشير إلى العذراء الطوباوية مريم وحيث انها عديدة جدا سنقسم الموضوع إلى قسمين كي يتثنى لنا التمل مستريحين في أمجاد مريم وهي كالآتي:
1- الفردوس السماوي: مريم هي الفردوس الذي سكن فيه الله مع البشر
2- حواء الجديدةحيث صارت حواء الأولى بعصيانها أم لكل ميت ؛ أما حواء الجديدة مريم فأصبحت بطاعتها أمأ لكل حي لأنها اعطتنا أبنها الذى بموته وهبنا الحياة ونلقبها ايضا بأم جميع الأجيال، وام الحياة الجديدة. وكما اغلقت حواء الأولى باب الفردوس في وجه آدم وذريته نتيجة العصيان والتحدي فتحت امنا مريم حواء الجديدة باب الفردوس مرة أخرى وردت آدم وبنيه .وكما اتسمت حواء الأولى بعدم الطاعة لوصايا الله ولم تصدق في مواعيده بل استمعت لصوت الحية؛ اطاعت امنا
حواء الجديدة: لصوت ملاك الله “هأنذا آمة للرب” ولم تمانع دفاعا عن عذريتها مصدقة مواعيد الله.
3- شجرة الحياةقال القديس كيرلس عمود الدين بان شجرة الحياة الموجودة في وسط الفردوس هي السيدة العذراء مريم، حيث ان السيدة العذراء مريم نمت واخرجت منها ذلك الذي مد ظله على العالم بأسره، وقدم ثماره الشهية للذين في اقاصي الأرض والقريبين ومعروف ان شجرة الحياة من يأكل من ثمارها لا يموت ولان السيد المسيح هو الحياة تكون السيدة العذراء الشجرة الحاملة لهذه الثمار.-
4- فلك نوح حوى الفلك بذار الحياة وانقذ البشرية من الموت والفناء… وكما خلص نوح ومن معه بواسطة الفلك كذلك خلصنا نحن بتجسد الرب يسوع من العذراء مريم.
5- حمامة نوح : شبهت السيدة العذراء مريم بأنها حمامة نوح او الحمامة الحسنة . لأنه كما أرسل نوح الحمامة لتكتشف الأرض عادت اليه حاملة غصن زيتون علامة السلام هكذا العذراء ايضا حملت الله مخلص العالم.
6- سُلّم يعقوب: رأي يعقوب في حلم، سلماً ممتداً من الأرض إلى السماء، وملائكة صاعدة ونازلة على درجاته، كما وقف الرب على السلم وبارك يعقوب (تك28( ويرمز السلم إلى العذراء مريم حيث صارت هي الصلة بين الناس والله، بتجسد الفادي في أحشائها (غل4: 4) وتم بذلك الصلح بين السماويين والأرضيين، وهو السلم الذى راه أبونا يعقوب حينما كان هاربا من وجه عيسو عندما جاء إلى لوز (تك 35). حيث بات هناك وأخذ صخرا ووضعه تحت رأسه .وفجأة وإذا سلم منصوب على الأرض ويصل إلى عنان السماء وملائكة الله يصعدون وينزلون . ثم ظهر له الرب وباركه وقواه السلم الذى شاهده يعقوب أب الآباء هو رمز للعراء مريم لأن منها تجسد السيد المسيح الكلمة الذى قدم ذاته فداءً للبشرية واصلح السماويين مع الأرضيين. وأما في العهد الجديد فقدتحققت هذه الرؤية حين تقابل رب المجد يسوع مع فيلبس وأندراوس وقال لهما الحق الحق أقول لكم من الأن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الانسان (يوحنا 1: 51( والكنيسة تصلي في ثيؤطوكية الثلاثاء: :انت هي السلم الذى راه يعقوب ثابت على الأرض مرتفعاً إلى السماء والملائكة نازلون عليه.
7- العليقة: شجرة صغيرة (Bush) خضراء كانت في صحراء سيناء وترمز للبتول أم النور كما نردده في تسابيح شهر كيهك المبارك العليقة التي رآها موسى النبي في البرية والنيران تشعل جواها ولم تمسسها بأذية مثال أم النور طوباها حملت جمر اللاهوتية لقد اشتعلت هذه الشجرة بالنار ولم تحترق، كمثال أم النور الطاهرة التي حملت اللاهوت في أحشائها ولم تحترق مع أن الله نار آكله (عب19: 29(.
8- الصخرة المتفجرة بماء الحياة: وكما كانت الصخرة في البرية صماء لا ماء فيها ولا حياة ، ولكنها اخرجت ماءً روى العطاش هكذا العذراء مريم فهي بنت عذراء وانجبت لنا ماء الحياة .كما ان الماء خرج من الصخرة ولم يكسرها هكذا المسيح خرج من رحم السيدة العذراء ولم ينفك ختم بكورتها.
9- خيمة الاجتماع: السيدة العذراء مريم هي خيمة الاجتماع فقد حل فيها الكلمة الأزلي وبواسطتها سكن بين الناس حيث كان الله يحل في خيمة الاجتماع والسيدة العذراء مريم حل بداخلها رب المجد في خيمة الاجتماع كان هناك حاجز بين القدس وقدس الأقداس هكذا كان لابد ان تختار السيدة العذراء مريم بين ملايين الناس ليحل فيها ابن الله وكما لم يسمح لأحد ان يدخل قدس الأقداس غير رئيس الكهنة مرة واحدة في السنة كذا السيدة العذراء مريم البتول حل فيها رئيس الكهنة الأعظم مرة واحدة عبر الزمن. خيمة الاجتماع كانت تلتف حولها خيام ومساكن الشعب بحسب قبائلهم كذا تلتف كل الشعوب حول فضائل مريم، وحيث تمثل الخيمة سكنى الله مع البشر هكذا نحن ايضاً بتشفعنا بالسيدة العذراء مريم نداوم في شركتنا مع الله .
10- المنارة في الهيكل: (خر25) لقبت بالمنارة لأنها حملت النور الحقيقي الذي أضاء العالم.والمنارة في الهيكل كانت من الذهب الثمين وهي رمز للسيدة العذراء كرمز للنقاء (الطهارة(. ونصلي في ثيؤطوكية الأحد انت المنارة الذهب النقي، الحاملة المصباح المتقد كل حين الذي هو نور العالم غير المقترب إليه الذي تجسد منك بغير تغيير …. كل الرتب العلوية لم تقدر أن تشبهك أيتها المنارة الذهبية الذي في بطنك يا مريم العذراء أضاء لكل إنسان أت الى العالم لأنه هو شمس البر ولدته وشفانا من خطايانا.
11- لوحا الشريعة:كما كانت كلمة مكتوبة على لوحى الشريعة حية وفعالة هكذا الله فى تجسده من بطن السيدة العذراء مريم صار إنساناً كاملا . كما ان الوصية كانت منقوشة على لوحى العهد ومتحدة معه هكذا ابن الله في تجسده اخذ من نفس جسد السيدة العذراء مريم وليس خارجا عنها .