منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 07 - 2021, 12:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,654


عجيب أنت يا رب فى تواضعك


على جبل التجلى

التقى الناموس والأنبياء مع ابن داود صاحب المزامير، أو مع الملك الحقيقى ابن داود الذى قال عنه الملاك: “ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية” (لو1: 32، 33).

التقى موسى كاتب الناموس، وإيليا النبى العظيم مع المسيا مخلّص العالم. فما أروعه لِقاء.

التقى مَنْ رقد ميتاً على الرجاء، ومعه مَنْ صعد حياً إلى السماء مع مَن مات وقام وصعد إلى أعلى السماوات بعد أن قهر الموت، وحرر البشر من سلطانه.

التقى الناموس والأنبياء مع مشتهى الأجيال، فوق كل حواجز الزمان والمكان.. فى لقاء يحوطه مجد الآب .. فى سيمفونية الخلاص والفداء.. فى حديث ملئه الرجاء، عن خروج الكلمة المرسل من السماء، ليصنع خلاصاً كاملاً فى أورشليم. حسب ما ذكره القديس لوقا فى إنجيله عن واقعة التجلى إذ قال: “وإذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وإيليا. اللذان ظهرا بمجدٍ وتكلّما عن خروجه الذى كان عتيداً أن يكمله فى أورشليم” (لو9: 30، 31). والمقصود “بخروجه” أى أنه “خرج وهو حامل صليبه” (يو19: 17) فى طريقه من أورشليم إلى الجلجثة لإتمام الفداء. وبهذا يتضح أن الحديث الذى دار بين موسى وإيليا وبين السيد المسيح على جبل التجلى كان بشأن الصليب.

على جبل التجلى أظهر السيد المسيح كيف يمكن أن يجتمع الكل حول شخصه باعتباره الرب الفادى والمخلّص. وكيف يتقوى الجديد “الرسل” بالقديم “الأنبياء”. وكيف تجتمع الأزمنة انطلاقاً نحو الأبدية بمعرفة يسوع المسيح ابن الله الوحيد.

لهذا جاء إعلان الآب من المجد الأسنى فوق الجبل عن ابنه “هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت، له اسمعوا” (مت17: 5).

كل هذه الإعلانات المختصة بالفداء والأبدية أراد الرب أن يتركها لنا، ولكنه مع ذلك أوصى تلاميذه الذين عاينوا مجد التجلى قائلا: “لا تعلموا أحداً بما رأيتم حتى يقوم ابن الإنسان من الأموات” (مت17: 9).

كان الرب يصنع الكثير لأجلنا، ولأجل ثباتنا فى الإيمان، ولكنه لم يرغب فى هذه الأمور إطلاقاً بدافع التباهى أو التظاهر.

لقد صُلب السيد المسيح على مرأى من الجميع بكل ما فى الصلب من هوان وعار. ولكنه آثر أن يقوم ويدخل إلى مجد القيامة فى هدوء ولا يراه قائماً إلا تلاميذه المؤمنون به فقط. فكان متضعاً فى قيامته كما علّمنا قداسة البابا شنودة الثالث.

وهكذا أيضاً لم يشاهد واقعة التجلى سوى ثلاثة من تلاميذ السيد المسيح ليكونوا شهوداً على ما جرى مثلما صاروا شهوداً للقيامة فيما بعد.

وحتى حينما اعترف بطرس والتلاميذ بألوهية السيد المسيح “أنت هو المسيح ابن الله الحى” (مت16: 16) فإن السيد المسيح قد أوصى تلاميذه: “أن لا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح” (مت16: 20) “من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغى أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيراً من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفى اليوم الثالث يقوم” (مت16: 21) وكأن السيد المسيح لا يرغب فى تعطيل الصليب، لأن معرفة ألوهيته سوف تتأكد بالأكثر حينما يقهر الموت بالصليب، منتصراً عليه فى قيامته المحيية.

وقد صعد السيد المسيح إلى جبل التجلى بعد ستة أيام فقط من حديثه للتلاميذ عن صلبه وآلامه، ليؤكد لهم صدق كلام الأنبياء الذين تنبأوا عن تفاصيل كثيرة تخص هذه الآلام التى للمسيح والأمجاد التى بعدها.

فى كل ذلك كان حريصاً أن يحتفظ بأسرار أمجاده الإلهية، فلا تُعلَن للناس إلا بعد إتمامه الفداء، وذهابه إلى أبيه السماوى بتركه لهذا العالم الحاضر، الذى لم يطلب فيه مجداً من الناس لأن مجده الحقيقى هو عند الآب الذى أرسله.

عجيب أنت يا رب فى تواضعك من يقدر أن يصفه!
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تواضعك وعدم أنانيتك
عجيب أنك في تواضعك وحُبِّك
بمثال تواضعك علمتيني
فهبني من تواضعك
لقاء عجيب فى مكان عجيب


الساعة الآن 04:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024