الامير تادرس
← اللغة الإنجليزية: Saint Theodore - اللغة القبطية: pi`agioc Qe`odwroc.
نشآة الأمير تادرس وإيمانه:- مات الأمير أنسطاسيوس الجد الوثنى ومات الملك نوماريوس المحب للمسيح وجاء الامبراطور دقلديانوس الوحش الكاسر فى تلك الأيام ، وكان تادرس ينمو جسديا وأما روحيا فكان فى صراع بين الايمان بالمسيح الذى كان والده يعبده والذى قيل له أنه مات فى الحرب وبين الوثنية التى كانت أمه منغمسة فيها. وكبر القديس وأخذ لقب الأمير لأنه إبن أمراء فجده الأمير أنسطاسيوس الذى شهد له القصر الملكى بالولاء ، وأمه الأميرة أوسانيا ، وأبوه يوحنا صاحب المنصب الرفيع . وألحقته أمه بمكتب البلاط الملكى ليتلقى علوم الحكمة والتربية العسكرية لكى يصبح ضابطا فى الجيش الرومانى. وكان الأمير تادرس موضع إعجاب الكثيرين من أبناء الأمراء ورجال البلاط الملكى وكان جميع أصدقائه يؤكدون لتادرس أنه صورة من أبيه المصرى. وعرف القديس من حوار الأصدقاء والعاملين معه أن أباه كان مسيحيا وأن أمه طردته لهذا السبب ، وأنه حى لم يمت. فذهب الى أمه وهو حزين فقالت له أمه ، ما سبب حزنك ياولدى. فقال لها بسبب ما أسمعه كل يوم من الناس عن أبى المصرى يوحنا وأنك ياأماه سبب هروبه وهناك من يقول إنك طردتيه من المنزل فكيف يكون ذلك؟ فقالت له أمه أنه مات فى الحرب لأنه لم يكن يعبد آلهتنا ، فرد القديس :أى آلهه تتحدثين عنها هل تلك الأصنام تدعى آلهه؟ فقالت: ياولدى ما هذا الكلام وكيف تغضب الآلهه؟ فرد القديس :لقد عرفت الحقيقة إنك طردتى أبى لأنه كان مؤمنا بالمسيح ، فدعكى من هذا وهلم نذهب الى أبى ونؤمن بالمسيح ربا وإلها ، لقد رأيت يا أمى فى منامى بالأمس شخصا يخاطبنى قائلا :"أنا والدك يوحنا وقد طردتنى أمك من أجل أوثانها فإحفظ نفسك منها الى أن يشاء الله لقاءنا". فقالت أمه :واحسرتاه لقد فقدت رشدك ياولدى ، هلم إسجد للآله وأطلب الصفح منه لكى يرضى عنك".فرد القديس:"أنا لا أسجد إلا للرب يسوع المسيح إله أبى يوحنا". أما هذه الأوثان فليس لها مكان فى قلبى ولا فى هذه المنزل بعد الآن. ثم ضرب الأمير تادرس الوثن الحجرى بقدمه فتكسرت أجزاءه وخرج منه الشيطان الذى يتكلم داخله ، بشكل زنجى وصار يصرخ قائلا: مادمت قد طردتنى من مسكنى فسوف أنتقم منك ، وأكون سببا فى إنزال الوبال عليك ثم صار كالدخان وتلاشى فى الهواء وهو مرتعب جدا". خرج الأمير تادرس من منزله وهو فى سعادة وإتجه الى الأب الكاهن وكان يسمى القس أولجيانوس وطلب أن يعتمد على إسم المسيح . فقام بتعليمه الايمان القويم وعمده . وهكذا لبس ثوب البر والقداسة والنعمة وكان عمره وقتذاك خمسة عشر عاما.