رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حينما قالت له المرأة السامرية متسائلة: “آباؤنا سجدوا فى هذا الجبل، وأنتم تقولون إن فى أورشليم الموضع الذى ينبغى أن يُسجد فيه” (يو4: 20). أجابها السيد المسيح “يا امرأة صدقينى إنه تأتى ساعة لا فى هذا الجبل ولا فى أورشليم تسجدون للآب، أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجد لما نعلم” (يو4: 21، 22). وقد قصد السيد المسيح أن يوضح لهذه المرأة عدم تمسكه بمكان معيّن للسجود للآب السماوى.. لا فى جبل السامرة، ولا فى جبل صهيون بأورشليم. لأن الله هو فوق حدود المكان. ثم بدأ يوضح لها أن الموقف الأهم هو مفهوم العبادة ونقاوة العقيدة، ومعرفة الله المعرفة الحقيقية لكى تقدم له العبادة المقبولة. وشرح لها أن الخلاص يُبنى على المعرفة السليمة، وأقوال الكتب المقدسة التى هى أنفاس الله، والتى حُفظت فى أورشليم إلى مجيء المخلّص. ولهذا قال لها: “لأن الخلاص هو من اليهود” (يو4: 22)، أى من وسطهم سوف يأتى المسيح مانحاً الخلاص والبنوة للذين يقبلونه. وأوضح لها أيضاً أن العبادة المقبولة أمام الآب هى “بالروح والحق” (يو4: 24). ليس بعتق الحرف.. أى ليس بالعبادة الحرفية الناموسية التى يفتخر بها المتزمتون من اليهود، بل بالروح الجديد (بجدة الروح).. أى بالعبادة الروحانية التى يتمتع بها أولاد الله الذين يتمتعون بشركة الروح القدس، ويستنيرون ويبتهجون ويشبعون بعمل الروح فيهم. عبادة تتحرر من الارتباط بالمكان والشكليات.. بل حيث يعمل الروح القدس فى الكنيسة بقوة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها.. يقود ويرشد ويعلم ويمنح سلطان الخدمة الكهنوتية بالخلافة الرسولية، وبها يتم مسح الخدام والمؤمنين والكنائس كما تتم جميع الأسرار المقدسة لخلاص المؤمنين. وهى ليست عبادة يتمتع فيها الإنسان روحياً فقط، بل تمتلئ بالحق والاستقامة. أى لا يكفى أن يشعر الإنسان بنشوة روحية مبهمة فى العبادة بل ينبغى أن يستوعب بعقله الإيمان وما فيه من حق.. لأن الروح القدس يعلن الحق فى داخلنا.. يعلن المسيح الذى قال: “أنا هو الطريق والحق والحياة” (يو14: 6). والحق الذى يعلنه الروح القدس هو الإيمان المستقيم.. الإيمان المسلّم مرة للقديسين.. الإيمان الذى يخلو من البدع ومن الخرافات ومن الهرطقات. الحق الذى قال عنه السيد المسيح: “كل من هو من الحق يسمع صوتى” (يو18: 37). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أصبحت سبباً لخلاص جنسنا نحن المؤمنين |
الخادم|يحذرهم الرسول من الشركة مع الأشرار غير المؤمنين |
ليس كل الأشرار ميسورين وليس كل المؤمنين فقراء |
التناول من الأسرار المقدسة هو سر الأسرار |
طقس الأسرار المقدسة |