منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 10:44 AM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

أتــركـــيـنــى الآن لقداسة البابا شنوده


أتــركـــيـنــى الآن
لقداسة البابا شنوده


{ هذه المقالة ليست لكل واحد ،
إنها درجة روحية معينة ، الذين هم
اقل منها ، لا ينتفعون بها }.


هوذا أنا هكذا يارب أتدخل باستمرار فيها لا يعنيني . لست أقصد التدخل في شئون غيرى من الناس ، كيف يتصرف ، وكيف تتصرف أنت معه – ولو أنني أقع كثيرا في هذا الخطأ – وإنما أقصد تدخلي في شئون نفسي . بينما هي أمور لا تعنيني أنا بقدر ما تعنيك أنت ..


نفسي ليست ملكي ، وإنما هي ملكك ، اشتريتها بدمك الكريم فأصبحت لك . وليس لي بعد أن أتدخل في شئونها ، لأنك أنت تدبرها حسب مشئيتك الصالحة الطوباوية .



علي إذن أن أنظر وأمجدك .

متي يأتي الوقت الذي لا أتدخل فيه في شئون نفسي ، وإنما أتركها لك :
حيثما تسيرني أسير ، وكيفما تصيرني أصير ؟

متي أرض بحالتي التي أرتضيتها أنت لي ، فلا الح عليك في تغييرها كأنك غافل عن صالحي ؟.



متي تتحول صلاتي من طلب إلي شكر؟
أو متي ابحث عن شئ أطلبه فلا أجد لأني لست أجد خيرا لي
الآن مما أنا فيه ؟..


متي يأتي الوقت الذي يصبح فيه عملي الوحيد هو ألا أعمل شئياً ، وإنما اترك نفسي في يديك وانساها هناك ، ولا أذكر الا هاتين اليديين اللتين جبلتاني وصنعتاني واللتين كنت تضعهما علي كل واحد فتشفيه .


متي أؤمن بك الإيمان كله . فأستأمنك علي حياتي تدبرها كيف تشاء ، أنت يا صانع الخيرات ، دون أن أقحم نفسي في عملك هذا واتلصص متجسسا عليك لأري ماذا تعمل بي !! وكيف تعمل .. وهل عملك مقبول أم لا !
وهل يستدعي الأمر تدخلا مني ام لا يستدعي ؟


آه يارب كم أنا وقح في تصرفي معك ! جاهل أنا وأتدخل في أعمال حكمتك محاولاً أن أوقفها لأنفذ مشورتي الغبية !! كم يكون أحكمني لو أنني سكت وأخذت منك موقف المتفرج لا موقف الشريك . إذن لكنت أري عجائب من حكمتك ....



أنني يارب أفكر كثيراً في ذاتي ، ولا أفكر ولو قليلا فيك .
أنني أثق كثيرا بذاتي ، ولا اثق ولو قليلا بك .

ذاتي هي صنمي متي يتحطم لكي أعبدك العبادة الحقة ؟ ان كنت لا أحطم بنفسي هذا الصنم لكونه جميلا في عيني ، أو لكونه محبوبا لدي جدا ، فتول أنت يارب تحطيمه ، وعند ذلك لا يبقي لك منافس في قلبي فأحبك ، ولا يبقي لك منافس في إيماني فأعبدك .


لو كنت يارب افكر فيك بقدر ما أفكر في ذاتي ، ولو كنت اعتمد عليك بقدر ما أعتمد علي مقدرتي الخاصة ، ولو كنت أحبك بقدر ما أحب نفسي ، أذاً لأصبحت مثل أولئك القديسين الذين أنكروا انفسهم ليعرفوك .


متي تعتنقني يارب من ذاتي ؟ متي ؟ لا لكي اصير قديسا وإنما لكي أجدك .
متي تخرج من الحبس نفسي ، وتطلق عبدك بسلام ؟


متي أضيع ذاني من أجلك لكي أجدك ؟ وحينئذ اجدها فيك . متي أهلك ذاتي من أجلك ؟ اذن لكانت تحيا بك . متي انظر إلي ذاتي فلا أجدها ، وإنما أجدك أنت ، متي أنظر إليها فأراك ؟ متي أنظر إلي العالم فأراك ؟ وإلي الناس فأراك ؟ وتصبح لي الكل في الكل وليس سواك .



هي تبيد وأنت تبقي ، وكلها كثوب تبلي ، وكرداء تطويها فتتغير . ولكن أنت انت وسنوك لا تفني .


قالوا لي : {أعرف نفسك }. وقالوا لي : { أدخل إلي ذاتك }. آه يارب هي ذاتي هذه سبب متاعبي كلها .. متي أدخل إليها فلا أجدها ؟! ...


كم مرة نظرت إلي ذاتي فوجدتها معلقة علي الصليب بلا حراك . فلما امعنت النظر إليها ، ابصرتك انت ، ففرحت . لم افرح بذاتي لأنها ورثت الملكوت وإنما فرحت بك لأني وجدتك .


ويخيل إلي أنني سوف لا أجدك في كل مرة الا هناك في وادي ظل الموت ، لأنني أن سرت في وادي ظل الموت فأنت معي .


لقد خلقتنا للحياة ، ولكننا بخطيتنا أخترنا لنا الموت ، فأذا بك أنت البسيط الذي كل شي طاهر قدامك ، تقدس الموت وتجعله لنا باباً للحياة !! بل هو الباب الوحيد للحياة . { من وجد نفسه يضيعها ، ومن اضاع نفسه من اجلي يجدها

{أنكر ذاتك واحمل صليبك وأتبعني }.


فى السنة الأولى من حياتى الرهبانية قرأت لقديسيك أن الرهبنة هى انحلال من الكل للإرتباط بالواحد . فعلى قدر استطاعتى حبست نفسى عن العالم والناس . ولكن هذا لم يوصلنى إلى الأرتباط بك .

لانني لم ادخل إلي الوحدة من اجلك ، وإنما من اجل نفسي .
أما لترضي هي عن ذاتها ، أو ليرضي الناس عنها .


لكنني في السنة الثانية عرفت معني الانحلال من الكل بتفسير آخر ، وهو الانحلال من نفسي ، لأنني أجعلها بالنسبة إلي الكل في الكل .


وفي السنة الثالثة اي معني سأعرفه لهذه العبارة ؟ لست ادري . ليتني أكون قد نسيتها ،ونسيت التفكير في معناها ، من فرط الإنشغال بك .


كنت أقول عن اجتماعي بالأخوة ، أننا باجتماعنا معاً علي الأرض هنا نعطل أنفسنا عن الإنشغال بالله ، وربما نتسبب بذلك في عدم أجتماعنا كلنا هناك معه في الأبد . وأريد الآن أن اقول ان اجتماعي بنفسي هو الذي يعطلني بالأكثر .


أنني اشعر أنني محتاج ، بين الحين والحين ، كلما أخلو إلي نفسي ، أن أقول لها :

* أتركيني الآن ، فهذا خير لنا *
------------------------------------
------------------------------------

أتركيني لكي أخلو بالله ، وبهذا أستطيع أن أتمتع بوعده من ان تثبتي فيه }. فأجلس – لا مع ذاتي وإنما مع الله الحال في ذاتي .

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اسئله واجوبة ،لقداسة البابا شنوده
قصيدة واب انت لقداسة البابا شنوده الثالث
صلا ه رائعه لقداسة البابا شنوده
الاختبار لقداسة البابا شنوده
قصيدة أبطال - لقداسة البابا شنوده


الساعة الآن 03:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024