قصة صعود جسدها
لم يسمح الرب للجسد الذي حل ّفيه، وأخذ منه ناسوته أن يصير فريسة للفساد والانحلال، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فإن القديسة مريم كإنسانة مات جسدها، لكنه صعد أيضًا إلى السماء. وكما يظهر من "قصة صعود الجسد حسب رواية القديس يوسف الأريوباغي". كان الرسول توما غائبا في الهند عند نياحة العذراء، وعند عودته سأل عنها فأخبروه بكل ما حدث. تظاهر القديس توما أنه لن يؤمن إن لم يرَ الجسد بعينه في القبر، لكنه عند القبر أخبرهم أن الجسد ليس بداخله، وبالفعل إذ دحرجوا الحجر لم يجدوا الجسد، فلم يعرفوا ماذا يقولون. عندئذ أخبرهم القديس توما أنه رأى جسدها يرتفع إلى السماء، وقد أعطته القديسة مريم "طرحتها" وأراهم إيَّاها، ففرحوا وسألوا الرب أن يروا العذراء.
وفي الشهر السابع بعد نياحتها[219] في الخامس عشر من شهر مسرى اجتمع التلاميذ معًا في القبر، وقضوا الليلة في السهر مرتلين[220]. وفي فجر السادس عشر من مسرى حدثت رعود عظيمة وظهرت جوقة من الملائكة، وجاء الرب يسوع محمولًا من الشاروبيم، ومعه السيدة العذراء جالسة في أحضانه، وأعطاهم السلام[221].
إلاَّ أن بعض الروايات تذكر أن جسد العذراء لم يصعد حتى السادس عشر من مسرى، حيث جاء الرب ومعه نفس أمه، وسأل الجسد أن يصحبهما، فأخذها معه على مركبة، تقدمهما الملائكة، وسُمع صوت يقول: "سلام لكم يا إخوتي".