الحيوانات التي تعيش في المناطق الباردة
تعتبر المناطق المتجمدة باتجاه القطبين الشمالي والجنوبي هي بيئات شديدة البرودة، حيث تنخفض درجات الحرارة فيها إلى ما دون الصفر، وغالبًا ما تكون المياه العذبة والنباتات نادرة، وفي بعض الأماكن لا تشرق الشمس حتى لتضيء وتدفئ الأرض لفترات طويلة، وعلى الرغم أن البشر لم يتمكنوا من البقاء في تلك المناطق لفترة طويلة، فقد تكيفت أنواع مختلفة من الحيوانات للعيش هناك وفي المناخات الباردة الأخرى بنجاح.
فهناك العديد من الحيوانات القادرة على العيش في المناطق الباردة، نظرًا لقدرتها على التكيف مع هذه الظروف، حيث تعتمد في المقام الأول على طبيعة الجسم ، فبعضها يمتلك جسمًا الجسم مغطّى بطبقة سميكة من الفراء، والبعض الآخر يمتلك طبقات من الدهون تحت الجلد مثل طيور البطريق، وهذا سبب وجودها في هذه الأماكن والعيش فيها دون أي ضرر.
كما أن الحيوانات التي تستطيع أن تتحمل التعرض لدرجات البرودة الشديدة تمتاز بالفراء السميك، حيث يميز فراء الحيوانات التي تعيش في المناطق الباردة بسمك الفرو وعزله للهواء، وهذا على الأقل بالنسبة للثدييات التي تعيش على الأرض، حيث تعتمد الدببة القطبية والذئاب على سبيل المثال على على طبقات سميكة أو مزدوجة الطبقات للمساعدة على الدفء.
كما تمتلك الدببة القطبية على الكثير من دهون الجسم أيضًا، لأن معاطفها لا تحمي كثيرًا من الماء البارد، حيث يتم عزل الفقمات والحيتان وبعض طيور البطريق والحيوانات الأخرى التي تعيش بعض الوقت أو كل الوقت في الماء جيدًا بواسطة الشحم.
كما أثبتت الدراسات أن الحيوانات تفقد حرارة الجسم من خلال سطح الجلد، فكلما زادت مساحة سطح الحيوان، زادت فعاليته في فقد حرارة الجسم، لذا فإن الأرانب البرية والحيوانات الأخرى التي تعيش في المناطق الباردة لها آذان وأطراف أقصر من نظيراتها في الطقس الدافئ، وذلك بهدف تقليل فقد الحرارة.