+ الخطية إنفصال عن الله و قديسيه :
ما هي الحياة الروحية ؟ أليست هي الإلتصاق بالله ، كما يقول المرتل في المزمور :
" أما أنا فخير لي الإلتصاق بالرب " ( مز 73 : 28 ) . بل هي أكثر من هذا الإلتصاق أيضاً . إنها الثبات في الرب ، حسبما قال لنا " إثبتوا في و أنا فيكم " ( يو 15 : 4 ) . إنها حياة إنسان ثابت في الرب ، يتمتع بعشرته ، و يتمتع بمحبته . يحتفظ بالله في قلبه ، و يعيش هو في قلب الله . فهل الخاطئ إنسان ثابت في الله ، و ثابت في محبته ؟ كلا ، فالخاطئ له طريق اَخر ، غير طريق الله . إنه قد إنفصل عن الله في التصرف ، و في الإسلوب ، و في المشيئة . فأصبحت له مشيئة غير مشيئة الله . و صار يريد ما لا يريده الله . إنه إنسان يتحدي الله بلا خوف ، و يكسر وصاياه . و في كسره لوصايا الله ، يكون قد إنفصل عن محبته أيضاً . لأن الرب يقول : " إن كنتم تحبونني ، فإحفظوا وصاياي " ( يو 15 : 15 ) " الذي عنده وصاياي و يحفظها ، فهو الذي يحبني " ( يو 15 : 21 9 . الخطية إذن هي إنفصال عن محبة الله ، و عن وصاياه . هي حياة إنسان قد أعلن أستقلاله عن الله و عن ملكوته ، و صار يسلك حسب هواه ، دون أن يضع الله أمامه . إنه إنسان قد إنفصل عن الله ، و تمسك بأن تكون له شخصية قائمة بذاتها ، بعيدة عن توجيه الله و قيادته ، تفعل ما يحلو لها ... كما حدث حينما طلب بنو إسرائيل لهم ملكاً يحكمهم بدلاً من حكم الله لهم ، فقال الله لصموئيل النبي : " هم لم يرفضوك أنت ، إنما إباي قد رفضوا " ( 1 صم 8 : 7 ) . " رفضوا أن أملك عليهم " ... رفضوا حياة التسليم التي يحياها أولاد الله ، في طاعة و خضوع لمشيئته ... و الملك الذي صارلهم ، شاول ، سلك هو أيضاً حسب هواه ، مستقلاً عن الله ، لا يريد أن الله يدبر له أموره ، أو يدير له أموره ، بل كان يدير كل شئ بفكره الخاص ، دون أن يسأل عن مشيئة الله أين هي !