اتضاع السيد المسيح حتى في قيامته
لم يقتصر اتضاع السيد المسيح في خدمته قبل الصلب وأثناء آلامه وموته على الصليب، بل امتد بصورة عجيبة إلى خدمته بعد القيامة أثناء وجوده على الأرض.
وكما ذكر قداسة البابا شنودة الثالث- أطال الرب حياته؛ فإن السيد المسيح قد اختار أن يُصلب علانية، وعلى مرأى من العالم كله في عيد الفصح بجوار أورشليم. ولكنه حينما قام من الأموات ظهر فقط لتلاميذه، ولبعض المؤمنين به وعددهم حوالي خمسمائة أخ، وجعلهم شهودًا لقيامته المجيدة.
وكان هذا منتهى الاتضاع أن يحمل العار علانية، وأن يعلن مجده خفية..
عجيب أنت يا مخلصنا في تواضعك! ولكن هذا التواضع لم ينقص من أمجاد خلاصك شيئًا. ولهذا رفعك الآب وأعطاك "اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (فى2: 9-11).
أراد السيد المسيح أن يعلمنا المجد الروحاني الذي ينبع من الداخل.. وفي ظهوراته بعد القيامة ظهر بصورة بسيطة متواضعة.