ولد هذا القديس في مدينة الإسكندرية سنة 256 م. وكان أبواه وثنيين وقد توفى والده وهو صغير فأرسلته أمه مدرسة المسيحيين وكان يميل للعبادة التي يمارسها المسيحيين وذات يوم كان يمثل مع بعض زملائه الصغار على شاطئ البحر شعائر المعمودية وكان البابا الكسندروس ينتظر بعض الأساقفة لينالوا الغذاء معه ورأى هؤلاء الأطفال يعمدون بعضهم ويؤدون الشعائر بكل دقة فعندما وصل ضيوفه طلب منهم مراقبة الأطفال معه واندهشوا من دقة الأطفال وعند ذلك نادى البابا الكسندروس الأطفال وسألهم عما كانوا يفعلون وتلعثم الأطفال قليلا ولكن نظرة العطف والحنان البادية على وجه البابا الإسكندري شجعتهم فاعترفوا أنهم كانوا يؤدون شعائر التعميد ناء على اقتراح زميلهم أثناسيوس الذي كان يقوم بدور الأسقف وقام بتعميد الأطفال الوثنيين ودار حديث بين البابا الإسكندري والأساقفة اجمعوا على صحة ما قام به أثناسيوس من غطاس وأسرعوا بإعطاء الأولاد سر الميرون ورشح أثناسيوس وبعض الأولاد الذين اشتركوا معه أجراء هذه الشعائر إلى رتبة الكهنوت ولم يكن حين إذ عمر أثناسيوس تجاوز الثانية عشر.
ولما بلغ أثناسيوس الخامسة عشر من عمره أرادت أمة أن تزوجه ولكنه أصر على الرفض فلجأت أمه إلى فيلسوف عرافه فطلب منها أن تهيئ الفرصة لتناول العذراء معه وبعد الغذاء قال لها العراف "لا تتعبي نفسك لأنك لم تصلى إلى غايتك فابنك لابد تابع الجليلي وستكون حياته رائحة ذاكية تعطر الشعوب جميعها" فتوجهه به إلى البابا الكسندروس ليكون تحت رعايته. وأخذ أثناسيوس ينمو في الحكمة والنعمة عند الله والناس وتتلمذ على أيدي معلمي الإسكندرية العظام وتعلم منهم القواعد النحوية والمنطق والخطابة والبلاغة والفلسفة اليونانية والقانون الروماني وغاص في بحار الأسفار الإلهية ثم ذهب إلى الصحراء حيث قضى ثلاث سنوات مع الأنبا انطونيوس وفى هذه الفترة كتب كتابين أحدهما عن:- + بطلان الأوثان. + والثاني عن وحدانية الله.