كان تاجرًا للأخشاب بثغر الإسكندرية، وكان يحضر في كل سنة مرتين أو أكثر لشراء الأخشاب التي كانت تأتي عن طريق ثغر دمياط. حدث أن تصدَّع السقف الخشبي لكنيسة مار جرجس المزاحم الموجودة ببلدة بساط بناحية شربين، وكان هذا القديس رئيس شمامسة وكان يحب زيارة الكنائس القديمة. اهتم بالأمر وتقدم لإصلاح هذه الكنيسة وترميمها بسفينة أخشاب كاملة. بجانب ذلك فقد كان دائم الحضور للصلوات التي تُقام بكنيسة مارجرجس بدمياط. فحدث أن احتك معه أحد الأشخاص من غير المسيحيين وهو في طريقه إلى الكنيسة، قاصدًا أن يمنعه من المضي إليها، لكن المعلم سيدهم بشاي لم يهتم بكلامه مما أثار سخط هذا الشرير فسلّط عليه بعض الصبية فانهالوا عليه بالشتائم.
حدث أن مرَّ المفتي الخاص بالبلدة في ذلك الوقت فأعلموه بالأمر مدّعين على المعلم سيدهم بشاي ادعاءات كاذبة. وقد نالت شكواهم في نفس هذا المفتى وقعها المرغوب فاستشاط غضبًا وقال: "كيف تقولون أن الرجل النصراني استخف بالإسلام ودينهم وتطاول على نبيهم المرسل؟" فأخذ من تلك الزمرة شاهدين وتوجهوا إلى المحكمة، وبواسطتهم أثبتوا الدعوة علي المعلم سيدهم بشاي، الذي كان رجلًا يبلغ من العمر أكثر من أربعين عامًا، مشهودًا له بالحلم وسعة الصدر محبًا للجميع لا يُنتظر أن يتفوّه بما ادعوا به عليه.