رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اسرار عودة رفات القديسة فيرينا لمسقط رأسها بقنا
نشأت القديسة فيرينا في أسرة قبطية لأبوين مسيحيين صالحين، وتربت على الأدب والأخلاق المسيحية بقرية جراجوس التابعة لمركز قوص جنوب قنا، وكانت تابعة لمدينة طيبة قديماً، واسم فيرينا يعنى باللغة القبطية ثمرة طيبة . القديسة فيرينا والعذارى في عصر الملك دقلديانوس جندت الإمبراطورية الرومانية فرقتين من منطقة طيبة وهي الأقصر حاليا، لتقوم بمهمة حماية حدود الإمبراطورية في أوربا، أحداهم كانت الكتيبة الطبية المكونة من 6600 جندي والتي ذاع صيتها حيث عرفت بشدة ولائها وشجاعة جنودها بقيادة القائد موريس من مدينة طيبة، وكانت مصر في ذلك الوقت ولاية رومانية تابعة للملك دقلديانوس وحدد دقلديانوس خط سير الكتيبة الطبية بقيادة القائد موريس إلى غرب أوربا لمساعدة الإمبراطور مكسيمان في إخماد ثورة شعبية بجنوب شرق فرنسا. ضمت الكتيبة الطبية بعض العذارى من القبطيات من أقارب القائد الذين كانوا يعدون الطعام ويقومون برعاية الرحى وغير ذلك من الأعمال، وجرت العادة في عصر الدولة الرومانية ان يأخذ القادة بعض من أقاربهم أثناء الحروب حيث يعتقد الكثيرون من المؤرخين بوجود صلة قرابة بين القديسة فيرينا والقائد موريس أبناء عمومة، وكانت القديسة فيرينا أحدى الفتيات التي اختارها القائد موريس للانضمام للكتيبة وتحركت فيرينا مع الكتيبة الطبية عبر النيل حتى وصلوا إلى الإسكندرية، وهناك استقلوا السفن الضخمة التي اتجهت شمالا حتى وصلوا إلى مقاطعة فالي جنوب غرب سويسرا بين الحدود الفرنسية والبلجيكية والسويسرية. إبادة الكتيبة الطبية فى بداية الرحلة، قدم الإمبراطور مكسيمان، الكتيبة الطبية إلى مذبح الأوثان، حيث كانت الديانة الوثنية هي السائدة في ذلك الوقت، فظنه الإمبراطور أنه لم يفهم طلبه فأشار إلى معاونيه أن يشرحوا له ولكن القائد موريس أوضح لهم أنه هو وجنوده مسيحيون ولا يبخرون للأوثان فأصدر مكسيمان قرار باستثناء القائد موريس وأن يأمروا بقية الكتيبة الطيبية بالتبخير، ورفض جنود الكتيبة الطبية فأبادهم جميعا وسميت المقاطعة التي قتل فيها الكتيبة الطبية على اسم القديس موريس وأصبحت مزارا لكثير من السياح الذين يأتون من كل مكان في العالم. فيرينا في الكهوف وعقب قتل أفراد الكتيبة الطبية الـ 6600 جندي، سرح الأمير مكسيمان الممرضات المصريات اللاتي جئن مع الكتيبة الطبية وبعض من الفتيات عادوا إلى مصر وآخرين لم يعودوا ولم ترجع فيرينا إلى مصر، ولكنها ذهبت إلى سولوتورن بسويسرا وسارت في اتجاه جبال الألب السويسرية، واعتكفت في كهف ضيق بشمال سويسرا الحدود بين المانيا وسويسرا مع مجموعة من العذارى اللواتي قدمن معها من مصر، وكانت فيرينا تقوم بخياطة الملابس وتطريزها وساعدتها امرأة عجوز تسكن بجوار كهفها على بيع أعمال يديها لشراء الطعام ولوازم الحياة لها ولكل العذارى معها، وبدأ الأهالي يتعرفون عليها تدريجيا وبدأت فيرينا تتعلم لغتهم حتى أجادتها أجادة تامة. فيرينا تعلم النظافة وانتهى حكم الملك دقلديانوس والأمير مكسيمان، وبعد سنوات تولى الحكم الملك قسطنطين الذي اعترف بالمسيحية وأصبحت ديانة مسموح لمعتنقيها بممارسة طقوسها في الإمبراطورية الرومانية، بعد منعها عشرات السنين، وسعت فيرينا عقب معرفتها بأهالي المنطقة إلى خدمتهم من خلال معرفتها بالتمريض والتي كان عبارة عن مجموعة من الأسرار يتوارثها جيل لجيل ووظفت درايتها بفوائد الأعشاب واستخدامها كعقاقير لأمراض كثيرة في خدمة السكان المحليين وعلمتهم النظافة الجسدية بالاغتسال بالماء ، وقد توافد عليها بعض القريبين من الكهف الذي تعيش فيه للتعلم منها أو وتمريضهم وكانت القبائل التي تعيش في هذه المنطقة لا تزال تعبد الأصنام وتشيد تماثيل متعددة للآلهة، ولكنهم بعد أن رأوا فيرينا وإيمانها بدأوا يتطلعون إلى معرفة إلهها فعملت هي والعذارى على نشر تعاليم إيمانها المسيحي في تلك المنطقة. لاحظت فيرينا ان سكان مدينة تسورت تساخ السويسرية لا يهتمون بالنظافة الجسدية فبدأت تتنقل بين منازلهم وتشترك في تنظيف مساكنهم وتضمد جراحهم وتعلمهم مبادئ الصحة العامة، واستطاعت تلك الفتاة ان تغير عادات السويسريين وترفع لديهم الوعي الصحي والطبي وتعلمهم مفهوم النظافة. وعندما بدأ يذيع صيتها بشكل كبير وآمن عدد كبير من الناس بتعاليم الديانة المسيحية، توحدت بعد ذلك في قلاية منفردة أي حجرة صغيرة للتعبد لمدة 11 عام. وفاتها وانتقلت القديسة فيرينا إلى السماء في 1 سبتمبر سنة 344م، عن عمر يناهز 64 عاماً، ويعد هذا اليوم عطلة رسمية تحتفل فيه كافة المؤسسات الرسمية وأفراد الشعب السويسري بإقامة المعارض والحفلات الموسيقية وزيارة الأماكن التاريخية التي ترتبط بالقديسة المصرية، وتحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحتها يوم 4 توت من كل عام. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|