وذلك وفقا لما جاء في كتاب السنكسار الكنسي وهو كتاب يحتوي على سير الشهداء والقديسين في المسيحية .
ولد القديس زوسيما في أواسط الجيل الرابع للميلاد من أبوين مسيحيين قديسين من أهل فلسطين، وفي السنة الخامسة من عمره سلماه لراهب شيخ قديس، فرباه تربية مسيحية وعلمه العلوم الدينية وبعد قليل رسموه شماسا، وصار راهبا تقيا .
عندما أكمل زوسيما خمسا وثلاثين سنة في الدير رسموه قسا فتزايد في نسكه وزهده وجهاده وبعد أن قضي كذلك ثلاث عشرة سنة انتقل إلى الدير القريب من الأردن فقام ومضي إليه فوجد فيه شيوخا قديسين أكمل منه في سيرتهم، فتبين له عندئذ أنه كان بعيدا عما ظنه في نفسه فأقام عندهم، وكان من عادة هؤلاء الشيوخ أنهم في أيام الصوم الكبير بعدما يصومون الأسبوع الأول منه، يتقربون من الأسرار المقدسة ثم يخرجون من الدير وهم يتلون المزمور السادس والعشرين وعند نهايته يصلون ويودعون بعضهم بعضا ويتفرقون في براري الأردن يجاهد كل منهم علي حده.