رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رؤية الله «الذي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وأَنا أُحِبُّهُ، وَأُظهِرُ لَهُ ذاتِي» ( يوحنا 14: 21 ) قدرة الله: قارئي المبارك: إن رؤية الله بالإيمان، هي هي بعينها، استشعار محضره العظيم. والإحساس بهذا المجد الإلهي حولنا، يسبقه شعور داخلي بحضـرة الله في القلب. وإن كان هذا صعب المنَال، ويحتاج لتدريب روحي، إلا أنه ليس مُحال. ودعونا لا ننسـى أنه كم من أشجار تتساقط أوراقها في الخريف والشتاء، وبعد قليل تتجدَّد أغصانها، مُظهرة ثمارها من جديد. إنها عناية الخالق بخليقته. فكم تكون عناية المسيح بخليقته الجديدة! حِفظ وصَايَاه: هنا غاية الجهاد الروحي، وقوة حياة الصلاة، وحب المكتوب والجلوس أمامه بخشوع وخضوع. كلها تعمل معًا لتنتهي بنا لحفظ الوصية. وحفظ الوصية يسبقه أن تكون عندنا «الذي عندَهُ وصَايايَ». ولفظ ”عند“ في كلمة الله يعني أنها موضوع الإعزاز، والحب, والعشق. قال يعقوب ليوسف: «ماتت عِندي راحِيلُ» ( تك 48: 7 )؛ أي في حضني. ويُقال عن الكنيسة نازلة من عند الله؛ موضوع إعزاره ومحبته. فمحبتنا للوصية أساس حفظها. «أَنَا أُحِبُّهُ»: وحِفْظ الوصية، تُكافئه النعمة بثلاث بركات؛ (1) محبة الآب لنا. (2) التمتع بمحبة المسيح الفائقة المعرفة. (3) يتبعهما استعلان المسيح ذاته لمفدييه. والتمتع بمحبة الآب والابن، يُهيء النفس لاستشعار محضر الله. «أُظهِرُ لهُ ذاتِي»: وتعبير ”أُظهِرُ“ في اليونانية يعني ”يعرض بوضوح وبشكل بارز“. إنها تعني أكثر بكثير من استعلان ما كان خفيًا، أو ظهور ما كان غير معروف. إنه استعلان حقيقي لشخص المسيح، ومجده، لا يمكن أن تُخطئهُ النفس. والمسيح بمجده الإلهي، هو مَن يقوم بإظهار ذاته لمُحبيه. وفيه يُمارس عملاً فائقًا خاصًا، يجعل ذاته ومحضـره مُعلنًا، ومُستشعرًا لحافظي وصاياه. وهذا الاستعلان تتلقفه عيون الإيمان، بقوة الروح القدس، المُدرِّب لحواسنا الروحية. فطاعة الوصية تجذب صاحب الوصية جدًا، حتى إن الذات الإلهية تقترب جدًا من الإنسان، بسـرور، فتستعلن ذاتها للإيمان، مُشرفة بنفسها على استقبال الإيمان لها. قارئي المبارك: إن التمتع برؤية الله، وحضـرته، هو أسمى أكاليل الحاضر لعشاق الوصية الإلهية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|