رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سرير الكسل والفشل في الليل على فراشي طلبت مَنْ تحبه نفسي، طلبته فما وجدته ( نش 3: 1 ) اجتازت عروس النشيد في اختبارات متنوعة بين هبوط وصعود واجتهاد وقنوط. لكنها في النهاية وصلت إلى الاختبار الكامل حيث ظهر إدراكها لبُطل العالم وما هو إلا برية، وأدركت بأنها ليست من هذا العالم كما أن حبيبها ليس من هذا العالم، وقد حظيت بهذه الأوصاف "مَنْ هذه الطالعة من البرية مستندة على حبيبها" ( نش 8: 5 ). لكنها قبل أن تصل لذلك الاختبار النهائي نجدها هنا في نشيد3: 1 في اختبار انقطاع الشركة بينها وبين الرب ـ الاختبار الذي معظمنا يجتازه أو لربما كثيرون يجتازونه الآن. انقطاع الشركة بعد أن زحفت لقلوبنا ثعالب صغرى من شهوات الجسد أو العالم فقتلت فينا كل شهية لطلب وجه الرب، بل أنشأت فينا كل رغبات وميول لطلب راحة ومركز لنا في هذا العالم. ومجرد أن دخلنا هذا الاختبار فقد تحول نهارنا إلى ليل وحجب وجه الحبيب فصار لنا النور كالظلام. إن هذا الاختبار هو ذات ما اختبره لوط، الذي كان عنده رغبات ودوافع لطلب الاستقرار والراحة في العالم أكثر من رغبات ودوافع أن يبحث عن راحة الرب. ففرش لنفسه في أرض سدوم ووصل بسرعة إلى مركز رفيع مع أبناء الظلمة الذين قيل عنهم "لأن الذين ينامون فبالليل ينامون والذين يسكرون فبالليل يسكرون. وأما نحن الذين من نهار فلنصحُ.. ( 1تس 5: 7 ،8). لكن لوط نام مع أهل العالم وغفل عن دعوته السماوية. وعندما جاء إليه الملاكان يقول الكتاب "فجاء الملاكان إلى سدوم مساءً وكان لوط جالساً في باب سدوم" (19: 1) وليس كإبراهيم الذي ظهر له الرب عند حر النهار حيث كان جالساً في باب الخيمة قريباً من المذبح ( تك 18: 1 ). واستقبل إبراهيم الرب والملاكين استقبالاً رائعاً في جو شركة كاملة. لكن لوط قام لاستقبالهما ولا بد أن سأل عن السيد وكان الجواب ليس معنا وليس بموجود، وانطبق عليه كلمات العروس في الليل (فترة انقطاع الشركة) على فراشي (أي مكان راحتي في أرض سدوم) طلبت مَنْ تحبه نفسي، طلبته فما وجدته. سأل لوط لماذا لم يأتِ معكما؟ أجاباه أنه حزين على وضعك وهو لا يمكنه أن يأتي حيث أنت، فما عليك إلا أن تخرج وتنهض من سُباتك ونومك فيضيء لك المسيح. الحبيب. فهيا اترك فراش الكسل والفشل، اطلب راحتك مع الرب وليس بعيداً عنه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|